تعرف على برنامج تسميد الطماطم بنظام الري بالتنقيط من مرحلة الزراعة حتى الحصاد بطريقة علمية متكاملة تساعد المزارع على رفع الإنتاجية وتحسين جودة الثمار.
مرحبا ايها القراء
أعزائي القراء والمهتمين بالزراعة المستدامة نرحب بكم في هذا المقال العلمي التطبيقي الذي يستعرض واحداً من أهم محاور نجاح محصول الطماطم وهو برنامج التسميد عبر الري بالتنقيط من مرحلة الزراعة وحتى مرحلة الحصاد حيث يعتبر هذا النظام من أكثر الطرق كفاءة في إدارة المغذيات والمياه لتحقيق إنتاجية عالية وجودة مميزة للثمار
أهمية التسميد عبر الري بالتنقيط
إن الطماطم من المحاصيل الحساسة التي تتطلب إدارة دقيقة للعناصر الغذائية ولاسيما في المراحل الأولى من نمو النبات حيث يسهم التسميد بالري بالتنقيط في إيصال السماد إلى منطقة الجذور مباشرة وبكفاءة عالية مما يقلل الفاقد في الأسمدة ويحافظ على رطوبة مناسبة حول الجذور كما يتيح للمزارع التحكم بالجرعات وتوزيعها زمنياً حسب احتياجات النبات وهو ما ينعكس على النمو المتوازن والإنتاج الوفير
المرحلة الأولى من الزراعة حتى عمر سبعة أيام
في هذه الفترة يكون التركيز على بناء جهاز جذري قوي يمكنه امتصاص العناصر لاحقاً ولهذا يوصى باستخدام الأحماض الدبالية مثل الهيوميك أو الفولفيك أو منشطات الجذور بمعدل يقارب كيلوغرام واحد للفدان بهدف تعزيز تكوين الشعيرات الجذرية التي ستشكل لاحقاً الأساس لامتصاص المغذيات كما يمكن في اليوم الخامس إضافة كمية بسيطة من اليوريا بمعدل يقارب كيلوين للفدان لتشجيع النمو الأولي
الأسبوع الثاني من عمر النبات
ابتداءً من اليوم الثامن وحتى اليوم الخامس عشر يدخل النبات مرحلة أكثر نشاطاً ويحتاج خلالها بشكل رئيسي إلى النيتروجين والفوسفور حيث يستخدم المزارع الأسمدة النيتروجينية مثل اليوريا أو نترات النشادر إلى جانب الأسمدة الفوسفاتية مثل حامض الفوسفوريك أو ماب أو محلول السوبر فوسفات المنقوع ويتم تقديمها بجرعات منتظمة بالتناوب مع أيام ري بالماء فقط لضمان امتصاص متدرج وتجنب تراكم الأملاح حول الجذور
الأسبوع الثالث من عمر النبات
في هذه المرحلة يمتد النبات في النمو الخضري وتزداد حاجته للنيتروجين والفوسفور مع إدخال عنصر المغنيسيوم حيث يمكن إضافة سلفات المغنيسيوم بمعدل 3 إلى 5 كيلوجرام للفدان لدعم عملية التمثيل الضوئي وزيادة حيوية الأوراق كما تضاف جرعات من حامض الفوسفوريك مع اليوريا أو النترات لتوازن النمو الخضري والجذري
الأسبوع الرابع وبداية دعم العناصر الصغرى
من اليوم الثاني والعشرين حتى اليوم الثلاثين يبدأ النبات في الدخول التدريجي إلى مرحلة التزهير ويحتاج هنا إلى مزيج من النيتروجين والفوسفور إلى جانب العناصر الصغرى مثل الحديد والزنك والمنغنيز والتي تلعب دوراً محورياً في تكوين الأزهار وعقد الثمار ويُنصح برش هذه العناصر بجرعة مناسبة بالإضافة إلى إدخال نترات الكالسيوم مع حامض النيتريك لضبط التوازن الملحي وتحسين امتصاص العناصر
الأسابيع من الخامس إلى السابع
تزداد حاجة الطماطم إلى الكالسيوم والنيتروجين والمغنيسيوم مع بداية العقد ونمو الثمار حيث يركز البرنامج في هذه الفترة على إضافة نترات الكالسيوم بانتظام لمنع مشاكل عفن الطرف الزهري وكذلك على إدخال سلفات البوتاسيوم التي تدعم عملية امتلاء الثمار وتحسين اللون كما يتواصل الرش بالعناصر الصغرى بشكل دوري ويستمر التناوب بين الري بالماء وإضافة الأسمدة لتقليل التراكمات
الأسابيع من الثامن حتى العاشر
في هذه المرحلة تدخل الثمار في طور النمو السريع وتحتاج إلى كميات أوفر من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم حيث يتم استخدام ماب أو الأسمدة عالية الفوسفور مع نترات النشادر ونترات البوتاسيوم لتشجيع الامتلاء وتوزيع السكر داخل الثمار كما يوصى بإضافة المغنيسيوم لدعم الكلوروفيل وزيادة كفاءة التمثيل الضوئي وهو ما يعزز إنتاجية النبات وجودة المحصول
الأسابيع من الحادي عشر حتى الثالث عشر
يتطلب النبات خلال هذه الأسابيع مزيجاً من النيتروجين والبوتاسيوم بشكل أساسي لدعم نمو الثمار واستكمال نضجها حيث تضاف نترات البوتاسيوم وسلفات المغنيسيوم إضافة إلى استمرار استخدام نترات الكالسيوم للحفاظ على صلابة الثمار وتقليل التشققات كما يتم الاستمرار بالرش بالعناصر الصغرى حسب الحاجة مع مراعاة الظروف البيئية والتوصيات التحليلية للتربة والمياه
الأسبوع الرابع عشر ومرحلة التلوين والنضج
مع اقتراب مرحلة الحصاد تكون الأولوية للبوتاسيوم بمصادر مختلفة مثل نترات أو سترات البوتاسيوم حيث يسهم هذا العنصر في تحسين اللون وجودة الطعم وزيادة تركيز المواد الصلبة الذائبة في الثمار كما يمكن استخدام سلفات النشادر لدعم التوازن النيتروجيني في هذه المرحلة الأخيرة ويجب تقليل الري تدريجياً لإعطاء فرصة للثمار للوصول إلى النضج الطبيعي والحفاظ على جودتها عند الجمع
ملاحظات هامة حول البرنامج
يجب الإشارة إلى أن هذا البرنامج استرشادي وليس قاعدة ثابتة إذ إن التسميد يعتمد على طبيعة التربة ومستوى الملوحة وجودة المياه والظروف المناخية وحالة النبات كما أن وجود أملاح في التربة يستلزم إضافة معالجات ملوحة بشكل دوري كل عشرة إلى خمسة عشر يوماً حسب شدة الملوحة لضمان بقاء الجذور في بيئة مناسبة للنمو
الخلاصة
إن برنامج تسميد الطماطم عبر الري بالتنقيط يمثل أداة علمية وعملية في يد المزارع لتحقيق أفضل النتائج إذ إنه يتيح التحكم الدقيق في العناصر الغذائية بما يتلاءم مع احتياجات النبات في مراحله المختلفة من الزراعة وحتى الحصاد ومن خلال الالتزام بهذا النهج العلمي يمكن رفع الإنتاجية وتحسين جودة الثمار وتعزيز القدرة التنافسية للمزارع في الأسواق
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( الخضروات الزراعية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص.
الصورة : للمؤلف و كاتب المقالة فريق خليها تخضر
التسميد الأمثل في الأراضي المالحة: دليل المزارع الذكي لمواجهة الإجهاد الملحي
التسميد في الأراضي المالحة: دليل المزارع الذكي لتقوية النباتات ومقاومة الملوحة. تعرف في هذا المقال على أفضل طرق التسميد في الأراضي المالحة، ...