-->

اختراع مكسيكي لتحويل مياه الأمطار إلى جل صلب صديق للبيئة لمواجهة الجفاف

تعرف على تقنية مبتكرة ابتكرها المهندس المكسيكي سيرجيو ريكو لتحويل مياه الأمطار إلى جل صديق للبيئة يحافظ على الرطوبة لمدة طويلة، مما يساعد عل...

404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • ‏إظهار الرسائل ذات التسميات التغذية النباتية. إظهار كافة الرسائل
    ‏إظهار الرسائل ذات التسميات التغذية النباتية. إظهار كافة الرسائل

    الخميس، 11 سبتمبر 2025

     تعرف على أهمية الكبريت للنبات ودوره في تحسين النمو والإنتاجية وجودة المحاصيل الزراعية مع شرح لأعراض نقصه ومصادره الأساسية. 



     استخدام الكبريت الزراعي 




    تحية طيبة إلى متابعينا وقرائنا الكرام الباحثين عن المعرفة الزراعية الدقيقة التي تساهم في تطوير الإنتاج الزراعي وزيادة وعي المزارعين بدور العناصر الغذائية في تحسين جودة المحاصيل وفي هذا المقال نسلط الضوء على عنصر الكبريت الذي يعد من المغذيات الكبرى التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي برنامج تسميد متوازن فهو لا يقل أهمية عن النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بل يشكل معهم منظومة متكاملة تدعم النمو الطبيعي للنبات وتزيد من إنتاجيته


    الكبريت عنصر أساسي للنبات


    الكبريت يعتبر من العناصر الكبرى التي يحتاجها النبات بكميات واضحة مقارنة بالعناصر الصغرى حيث يدخل في تكوين الأحماض الأمينية الأساسية مثل الميثيونين والسيستين اللذين يمثلان اللبنات الأولى في بناء البروتينات كما أنه يشارك في تكوين العديد من الإنزيمات والفيتامينات التي تساهم في العمليات الحيوية المختلفة داخل النبات ومن دونه يختل النظام الحيوي الذي يضمن للنبات النمو السليم والتطور الطبيعي


    دور الكبريت في تحسين النمو والإنتاجية


    أهمية الكبريت تتجلى بوضوح في تعزيز نمو المجموع الخضري للنباتات وزيادة قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية الأخرى خصوصاً النيتروجين حيث أن نقص الكبريت يقلل من كفاءة النبات في الاستفادة من الأسمدة النيتروجينية مما يؤدي إلى ضعف النمو العام وتراجع الإنتاج كما يساهم الكبريت في تحسين صفات التربة القلوية من خلال خفض درجة الحموضة مما يتيح امتصاصاً أفضل للعناصر المعدنية الهامة مثل الحديد والزنك والمنغنيز وهذا ينعكس بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل وجودتها


    الكبريت وجودة المحاصيل


    من أبرز أدوار الكبريت أنه يرفع من جودة المحاصيل الزراعية حيث تزداد نسبة البروتينات في الحبوب وتتحسن صفات الزيوت في المحاصيل الزيتية مثل دوار الشمس والكانولا كما ترتفع جودة الثمار في الخضروات والفاكهة بفضل مساهمة الكبريت في تكوين المركبات العطرية والنكهة المميزة لبعض النباتات مثل البصل والثوم والكراث وهو ما يمنح هذه النباتات صفاتها الخاصة التي ترتبط برضا المستهلك في الأسواق


    مصادر الكبريت في التربة


    تتنوع مصادر الكبريت التي يمكن للمزارع الاعتماد عليها حيث يعد الكبريت الزراعي المصدر التقليدي الذي يستخدم لتعديل قلوية التربة وتحسين خواصها الكيميائية كما أن كبريتات الأمونيوم تعتبر مصدراً مزدوجاً يمد النبات بالنيتروجين والكبريت معاً بينما توفر أسمدة أخرى مثل سلفات البوتاسيوم وسلفات المغنيسيوم العناصر الغذائية المتكاملة التي يحتاجها النبات بما في ذلك الكبريت الضروري لإتمام العمليات الحيوية


    علامات نقص الكبريت


    نقص الكبريت في النبات يؤدي إلى أعراض مميزة يسهل التعرف عليها من قبل المزارعين إذ تظهر الأوراق الصغيرة بلون أصفر فاتح على عكس نقص النيتروجين الذي يصيب الأوراق القديمة أولاً كما يلاحظ ضعف في تكوين الأزهار والثمار وانخفاض ملحوظ في مقاومة النبات للأمراض مما يسبب خسائر اقتصادية للمزارع ويؤثر سلباً على جودة المحصول النهائية


    الكبريت وعلاقته بالأمراض النباتية


    الدور الدفاعي للكبريت لا يقل أهمية عن دوره الغذائي فهو يساعد النبات على تكوين بعض المركبات الدفاعية التي تزيد من مقاومته للأمراض الفطرية والبكتيرية كما أن استخدام الكبريت الزراعي في صورة مسحوق أو مبيد يعتبر من الطرق التقليدية المعروفة في مكافحة بعض الآفات مثل الأكاروسات والأمراض الفطرية على الأوراق والثمار وهو ما يعزز دور الكبريت كعنصر مزدوج الفائدة في التغذية والحماية


    أفضل طرق إضافة الكبريت


    للحصول على أفضل استفادة من الكبريت ينصح المزارعون بإضافته في بداية الموسم الزراعي لأنه يحتاج إلى وقت لكي يتحول بواسطة الكائنات الحية الدقيقة في التربة إلى الصورة القابلة للامتصاص وهي الكبريتات كما أن إضافة المواد العضوية مع الكبريت يساهم في تعزيز نشاط البكتيريا النافعة التي تقوم بعملية الأكسدة الطبيعية لهذا العنصر مما يجعل النبات يستفيد منه بشكل كامل على مدار الموسم


    التكامل بين الكبريت والعناصر الأخرى


    لا يعمل الكبريت بمعزل عن بقية العناصر الغذائية بل يشكل علاقة تكاملية خاصة مع النيتروجين حيث أن نقص أحدهما يقلل من كفاءة الآخر كما أن تأثيره على تعديل تفاعل التربة يساعد في جعل العناصر الدقيقة أكثر توفراً للنبات مما يخلق بيئة مثالية للنمو المتوازن والإنتاجية العالية ولهذا فإن برامج التسميد الحديثة لا بد أن تراعي وجود الكبريت كمكون أساسي يرافق العناصر الكبرى الأخرى


    الخلاصة


    إن الكبريت ليس مجرد عنصر إضافي في الزراعة بل هو مفتاح أساسي لتحقيق نمو صحي وجودة عالية للمحاصيل الزراعية حيث يشارك في تكوين البروتينات والفيتامينات ويحسن امتصاص العناصر الأخرى ويعدل قلوية التربة ويزيد مقاومة النبات للأمراض ولذلك فإن إهماله في برامج التسميد يشكل خطراً على الإنتاجية وجودة الغذاء وفي المقابل فإن إدخاله بشكل مدروس ومتوازن يحقق فوائد ملموسة للمزارع والمستهلك على حد سواء



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر

    الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025

     اكتشف الدليل الشامل لتسميد الأشجار المثمرة من الزيتون إلى التفاح والمشمش والرمان، مع برنامج متكامل يضمن لك إنتاجًا وفيرًا وجودة عالية للثمار من الشتاء حتى الحصار. 



        احواض تسميد الاشجار



    أعزائي المزارعين والمهتمين بعالم الزراعة المستدامة، نرحب بكم في هذا المقال العلمي من مدونة خليها تخضر حيث نأخذكم في رحلة متكاملة لنتعرف معًا على برنامج تسميد الأشجار المثمرة من بداية الشتاء وحتى نهاية موسم الحصاد بطريقة علمية متوازنة تساعد على تحقيق إنتاج وفير وجودة عالية للثمار. 



    أهمية التسميد في الأشجار المثمرة


    التسميد ليس مجرد إضافة أسمدة إلى التربة بل هو منظومة متكاملة تربط بين اختيار السماد المناسب وتحديد الكمية الدقيقة وتوقيت الإضافة مع مراعاة الظروف البيئية وطبيعة التربة واحتياجات النبات وعندما يدرك المزارع أن التسميد هو فن إدارة الغذاء للنبات يدرك أن الإنتاجية وجودة الثمار تعتمد على هذا التوازن فالإفراط أو النقص في أي عنصر غذائي ينعكس بشكل مباشر على المحصول


    المرحلة الأولى تسميد الشتاء (ديسمبر – يناير)


    في هذه الفترة تدخل الأشجار المثمرة مرحلة السكون وهي فرصة ذهبية لتحضير التربة والجذور للموسم القادم الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو تجديد النشاط الحيوي للتربة وتنشيط الجذور ويتم ذلك بإضافة السماد العضوي المتحلل أو الكمبوست بكمية تتراوح بين عشرة إلى خمسة وعشرين كيلوغرامًا للشجرة الواحدة حسب عمرها وحجمها كما يمكن تعزيز التربة بإضافة السوبر فوسفات الذي يساعد على نمو الجذور ويمنحها قوة أكبر في امتصاص العناصر الغذائية


    المرحلة الثانية بداية النمو الربيعي (فبراير – مارس)


    مع بداية ارتفاع درجات الحرارة واستيقاظ البراعم من السكون تبدأ الأشجار في تكوين النموات الجديدة والأزهار وهنا يحتاج النبات إلى جرعة دعم أساسية من السماد الأزوتي مثل نترات الكالسيوم أو نترات الأمونيوم حيث يساهم الأزوت في زيادة النمو الخضري الذي يمثل قاعدة إنتاج الأزهار والثمار كما ينصح بالرش الورقي بالعناصر الصغرى مثل الزنك والبورون لدورهما الكبير في عملية الإزهار والعقد حيث يساهم الزنك في تكوين الهرمونات النباتية بينما يساعد البورون في تحسين نسبة التلقيح والعقد


    المرحلة الثالثة مرحلة التزهير والعقد (أبريل – مايو)


    تعد هذه المرحلة الأخطر في حياة الشجرة المثمرة لأنها تحدد مصير المحصول النهائي ففي هذه الفترة تكثر ظاهرة تساقط الأزهار مما يقلل الإنتاج وهنا يأتي دور التسميد المتوازن باستخدام مركبات NPK بنسبة عشرين عشرين عشرين وبكميات مدروسة حسب عمر الشجرة لضمان توفير الطاقة اللازمة للنبات مع تعزيز التوازن الغذائي ولأن احتياجات الأشجار لا تقتصر على العناصر الكبرى فلابد من إمدادها بالعناصر الصغرى مثل الحديد والمغنيسيوم والمنغنيز حيث إن هذه العناصر تلعب دورًا محوريًا في التمثيل الضوئي وصبغات الكلوروفيل ما يضمن بقاء الأوراق في حالة نشطة وقادرة على تغذية الأزهار والثمار


    المرحلة الرابعة نمو الثمار (يونيو – يوليو)


    بعد اكتمال العقد تبدأ الثمار بالنمو والامتلاء وهنا يتحول اهتمام المزارع من دعم النمو الخضري إلى تكبير الثمار وتحسين جودتها لذلك يكون التركيز على البوتاسيوم الذي يلعب الدور الأبرز في زيادة حجم الثمار وتحسين صلابتها ولونها وطعمها ويكون التسميد عبر سلفات البوتاسيوم أو نترات البوتاسيوم كما يمكن استخدام مركبات NPK الغنية بالبوتاسيوم مثل عشرة خمسة أربعون أو ثلاثة عشر خمسة أربعون فهذه التركيبات تمد النبات بالعناصر الكبرى مع إعطاء البوتاسيوم الأولوية القصوى في هذه المرحلة


    المرحلة الخامسة قبل الحصاد (أغسطس – سبتمبر)


    في هذه الفترة يقترب موعد جني الثمار وتكون الأولوية لتحسين جودة الطعم واللون وتقليل المحتوى المائي الذي قد يؤثر على القابلية للتخزين لذلك يفضل تقليل التسميد الأزوتي أو منعه تمامًا لأنه قد يسبب ضعف الطعم وزيادة النمو الخضري على حساب الثمار ويقتصر التسميد على البوتاسيوم الذي يساعد على تحسين جودة الثمار ويعطيها صلابة أكثر وطعمًا أفضل كما يجب إيقاف التسميد بشكل كامل قبل موعد الجمع بعشرة إلى خمسة عشر يومًا لضمان سلامة المستهلك وجودة الثمار


    نصائح عملية لإدارة التسميد بذكاء


    هناك بعض القواعد الذهبية التي يجب أن يتبعها المزارع لضمان نجاح برنامجه السمادي أولها أن يتم التسميد مع الري المنتظم بحيث تتمكن الجذور من امتصاص العناصر الغذائية بسرعة وثانيها أن الاعتدال في الأزوت ضروري لأن الإفراط فيه يؤدي إلى ثمار كبيرة الحجم لكنها فقيرة الطعم وقليلة التخزين وثالثها مراقبة أوراق الشجرة بشكل دائم لأن لونها وشكلها هو لسان حالها الذي يعبر عن حالتها الغذائية فإذا ظهرت أعراض الاصفرار أو ضعف النمو فهذا مؤشر لنقص العناصر وأخيرًا لابد من إعادة إضافة السماد العضوي المتحلل كل سنة أو سنتين لأنه يحسن بنية التربة ويغذيها بالعناصر الصغرى


    الخلاصة


    التسميد الناجح للأشجار المثمرة ليس وصفة جاهزة بل هو برنامج متكامل يتكيف مع نوع الشجرة وعمرها وطبيعة التربة وظروف المناخ لكن الخطوط العامة التي استعرضناها من مرحلة الشتاء حتى الحصاد تمثل قاعدة أساسية يمكن أن يسترشد بها أي مزارع لتحقيق إنتاج وفير وجودة عالية للثمار



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لاتنسى متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر


    السبت، 6 سبتمبر 2025

     تعرف على فوائد الرماد في الفلاحة كسماد طبيعي غني بالعناصر الغذائية، وطريقة استخدامه بشكل آمن لزيادة إنتاجية النباتات وتحسين التربة. 



        عملية التسميد برماد الخشب



    تحية علمية إلى جميع القراء والمتابعين الكرام، في هذا المقال العلمي سنتناول موضوعاً مهماً ومثيراً وهو التسميد بالرماد، هذا المورد الطبيعي المهمل أحياناً رغم فوائده الزراعية الكبيرة. سنعرض فوائده للنبات والتربة والصحة العامة، ونوضح الطريقة الصحيحة لاستخدامه، والمخاطر التي يجب الانتباه لها عند الاعتماد عليه في الزراعة الحديثة والتقليدية



    الرماد كسماد طبيعي غني بالعناصر الغذائية


    الرماد هو المادة المتبقية بعد حرق الأخشاب والمخلفات النباتية ويتميز بتركيب غني بالعناصر الكبرى مثل البوتاسيوم والفسفور والكالسيوم والمغنيسيوم بالإضافة إلى الحديد والنحاس والزنك والمنغنيز وهي عناصر صغرى نادرة يحتاجها النبات في جميع مراحل نموه. ورغم أن الرماد يفتقر إلى عنصر الآزوت إلا أن تنوع مكوناته يجعله أشمل من كثير من الأسمدة الكيماوية ويمنح النباتات تغذية متوازنة

    سهولة امتصاص العناصر في الرماد


    العناصر الغذائية الموجودة في الرماد تكون في صورة بسيطة وقابلة للامتصاص بشكل سريع من قبل الجذور، وهو ما يفسر التحسن الملحوظ في نمو الأشجار والخضروات المسمدة به. هذه الخاصية تجعل الرماد خياراً ممتازاً لتحسين خصوبة التربة المنهكة أو التي فقدت توازنها نتيجة الاستخدام الطويل للأسمدة الصناعية

    اعتماد الرماد في الزراعة حول العالم


    يستخدم الرماد منذ القدم في الفلاحة كسماد طبيعي وأثبت فعاليته لدرجة اعتماده رسمياً في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد أكبر منتج للرماد في العالم وكذلك بريطانيا. كما انتشر استخدامه في دول عربية عدة لتسميد الأشجار والخضروات حيث يلاحظ المزارعون تحسناً في جودة الطعم والنكهة بسبب التكامل الغذائي الذي يوفره الرماد للنبات

    تحسين الطعم والقيمة الغذائية للمحاصيل


    النباتات المخصبة بالرماد تكتسب طعماً مميزاً ورائحة طبيعية غنية، ويرجع ذلك إلى إمدادها بكافة العناصر الدقيقة والكبرى التي تسهم في تكامل النكهة وجودة الثمار. هذا التأثير يجعل الخضروات والفواكه المزروعة بتسميد الرماد أكثر إقبالاً من المستهلكين بسبب جودتها الغذائية العالية

    الرماد كوسيلة لإعادة تدوير العناصر


    يعتبر الرماد وسيلة طبيعية لإرجاع العناصر الغذائية التي امتصتها النباتات خلال نموها إلى التربة مرة أخرى، وهو شكل من أشكال التدوير الحيوي يحافظ على التوازن البيئي ويقلل من اعتماد المزارع على الأسمدة الكيماوية المكلفة والملوثة للبيئة

    دور الرماد في مكافحة الآفات والأمراض


    إلى جانب قيمته الغذائية يساهم الرماد في مكافحة العديد من الأمراض الفطرية والحشرات. إذ يعمل كطبقة واقية على سطح التربة ويغير من الظروف البيئية بما يقلل من نشاط بعض الكائنات الضارة، وهو ما يحقق للنبات حماية طبيعية تقلل من الحاجة لاستخدام المبيدات الكيميائية

    المخاطر المرتبطة بالاستخدام المفرط للرماد


    رغم فوائده الكبيرة إلا أن استخدام الرماد بكميات مفرطة قد يرفع قلوية التربة ويزيد قيمة الأس الهيدروجيني PH وهو ما يحد من نشاط الكائنات الحية الدقيقة النافعة مثل البكتيريا والفطريات التي تلعب دوراً أساسياً في خصوبة التربة. لذلك يجب استعمال الرماد بحذر وعدم تجاوزه كميات محدودة

    الجرعات الموصى بها لتسميد التربة بالرماد


    للاستفادة من فوائد الرماد دون الإضرار بالتربة ينصح المزارعون باستخدامه بمعدل كف صغير لكل أربعة أمتار مربعة من الأرض الزراعية. كما يكفي نثر الرماد مرة كل سنة أو سنتين حول الأشجار والنخيل لضمان إمدادها بالعناصر الغذائية دون الإضرار بالتوازن البيولوجي في التربة

    الاستفادة من مخلفات التقليم والحرق


    من المهم على أصحاب البساتين عدم التخلص من سعف النخيل أو جذوع الأشجار الميتة أو المخلفات النباتية الأخرى بل الأفضل إحراقها ونثر رمادها على الأرض لإرجاع العناصر التي أخذتها إلى التربة. وبهذه الطريقة يتم الاستفادة المثلى من بقايا النباتات بدلاً من رميها وإهدار قيمتها الغذائية

    أهمية استخدام رماد الخبز والشوي


    كثير من الناس يرمون الرماد المتبقي من الأفران أو الشوي مع النفايات بينما هو في الحقيقة مصدر غني بالمواد الغذائية النادرة. لهذا من الأفضل جمع هذا الرماد ونثره على أقرب أرض زراعية للاستفادة منه في تحسين التربة وزيادة إنتاجيتها

    محاذير استخدام الرماد مع بعض النباتات


    بعض الأشجار مثل الحمضيات والعنب تحتاج إلى تربة حامضية نسبياً، واستخدام الرماد بكثرة معها يرفع القاعدية ويؤثر على نموها. لذلك ينبغي الحذر عند تسميد هذه المحاصيل بالرماد إلا إذا تم تعديل التربة بإضافة مواد تزيد من الحموضة مثل الكبريت الزراعي أو محاليل خاصة لضبط التوازن

    محلول مرق الرماد للعناية بالنباتات المنزلية


    يمكن تحضير محلول مغذي وواقي للنباتات المنزلية يعرف بمرق الرماد. يتم ذلك بغلي 250 غرام من الرماد في لتر ماء لمدة نصف ساعة ثم يصفى بعد التبريد ويخفف في عشرة لترات ماء مع إضافة 50 غرام من الصابون السائل. يستخدم هذا المحلول في رش أوراق النباتات ليزودها بعناصر غذائية مهمة وفي الوقت نفسه يمنحها حماية طبيعية من بعض الآفات الحشرية والفطرية

    الرماد كبديل اقتصادي وصحي للأسمدة الكيميائية


    بفضل تركيبته الغنية وخصائصه المتعددة يمكن للرماد أن يغني المزارع عن الكثير من الأسمدة الكيمياوية التجارية مثل مركبات NPK باستثناء الحاجة إلى إضافة اليوريا كمصدر للآزوت. هذا يجعله خياراً اقتصادياً صديقاً للبيئة وصحياً للمزارعين والمستهلكين على حد سواء

    خلاصة


    إن الرماد ليس مجرد بقايا احتراق عديمة الفائدة بل هو ثروة طبيعية حقيقية يمكن أن تحسن خصوبة التربة وجودة المحاصيل وتقلل من استخدام الكيماويات الزراعية. غير أن الاستفادة منه تتطلب وعياً زراعياً يوازن بين فوائده ومخاطره عبر الاستخدام المدروس والمنتظم بكميات محدودة




    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"



    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة

    لاتنسى متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص

    مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر

    الجمعة، 5 سبتمبر 2025

     ثلاث علامات مؤكدة تدل على عطش شجرة الزيتون حتى لو بدت التربة رطبة من السطح مع شرح الأسباب والحلول لضمان ري عميق وصحي. 



       اشجار وثمار الزيتون 



    تحية علمية إلى جميع القراء والمهتمين بالزراعة المستدامة وأصحاب البساتين الكرام الذين يبحثون عن أفضل الطرق للعناية بأشجار الزيتون إن الحديث عن عطش أشجار الزيتون ليس مجرد مسألة ري وإنما يدخل في صميم علم التربة وعلم فسيولوجيا النبات حيث تتداخل الجذور والأوراق والثمار في شبكة معقدة من التوازنات التي تحدد إنتاجية الشجرة وجودة ثمارها



    لماذا تحتاج شجرة الزيتون إلى متابعة دقيقة للرطوبة


    شجرة الزيتون تعتبر من أكثر الأشجار قدرة على مقاومة الجفاف لكنها في الوقت نفسه لا تعني أنها لا تحتاج إلى الماء بل إنها تتطلب توازناً دقيقاً بين الجفاف والتحكم في الرطوبة لتضمن استقرارها ونموها الطبيعي يعتمد المزارعون عادة على مظهر سطح التربة للحكم على حالة الري لكن هذا خطأ شائع لأن رطوبة السطح قد تكون خادعة بينما الجذور العميقة قد تعاني من عطش شديد هذه الفجوة بين ما نراه على السطح وما يحدث في العمق هي التي تحدد الفرق بين شجرة زيتون قوية مثمرة وأخرى ضعيفة متدهورة

    العلامة الأولى التفاف الأوراق على شكل أنبوب


    أوراق الزيتون تتصرف بذكاء حين تعاني من نقص الماء حيث تلجأ إلى آلية طبيعية تقلل من مساحة السطح المعرضة للشمس فتلتف على نفسها بشكل أنبوبي هذه الاستراتيجية تقلل من تبخر الماء ولكنها في الوقت نفسه علامة تحذيرية للمزارع لأن الشجرة وصلت إلى مرحلة استنفاد الرطوبة في الجذور إذا لم يتدارك المزارع الأمر فقد تدخل الشجرة في مرحلة من الإجهاد المائي يصعب معالجتها لاحقاً

    العلامة الثانية توقف نمو الأغصان الجديدة


    الأغصان الطرية هي المؤشر المبكر على راحة الشجرة لأنها أول من يتأثر بقلة الماء فعندما يقل وصول الماء إلى الأنسجة النامية يتوقف نمو هذه الأغصان وتظهر أقصر من المعتاد وضعيفة التركيب هذه الظاهرة لا تأتي فجأة وإنما تتطور تدريجياً حيث يبدأ النمو بالتباطؤ ثم ينعدم تماماً مما يدل على أن الماء المتاح لا يكفي لتغذية التوسع الخلوي وبالتالي فإن الشجرة تركز مواردها على البقاء بدلاً من النمو

    العلامة الثالثة توقف نمو الثمار وتجعدها ثم تساقطها


    الثمار هي الأكثر حساسية للإجهاد المائي لأنها تحتاج إلى تدفق مستمر من الماء والمعادن لتكبر بشكل طبيعي عندما ينقطع هذا التدفق يبدأ الزيتون بالتجعد كما لو كان يفقد ماءه الداخلي وإذا استمر الوضع تتوقف الثمار عن النمو ثم تتساقط قبل أوانها هذه الخسارة لا تعني فقط فقدان المحصول بل قد تؤثر على الدورة الإنتاجية للشجرة في السنوات التالية لأن الشجرة تدخل في وضع دفاعي لحماية نفسها على حساب الثمار

    لماذا يحدث العطش رغم وجود رطوبة سطحية


    الجواب يكمن في ديناميكية التربة قد تكون هناك طبقة سطحية رطبة نتيجة الري السريع أو الأمطار الخفيفة ولكن هذه الرطوبة لا تتغلغل إلى أعماق التربة حيث توجد الجذور الرئيسية أحياناً تكون هناك طبقة صلبة غير منفذة تحت السطح تمنع الماء من النفاذ إلى الأسفل مما يجعل الشجرة تبدو مرتاحة للعين بينما هي في الحقيقة تعاني من عطش عميق هذه الحالة تتفاقم في الترب الثقيلة أو المضغوطة حيث يتوزع الماء أفقياً بدلاً من عمقياً

    أهمية السقي العميق والمتباعد


    الحل لهذه المشكلة هو اعتماد استراتيجية الري العميق حيث يتم إيصال الماء بكمية كافية لتخترق التربة إلى أعماق تصل إلى 60 أو 80 سنتيمتراً حيث تتمركز الجذور الفعالة السقي العميق والمتباعد أفضل من السقي السطحي والمتكرر لأنه يحفز الجذور على التمدد في العمق وبالتالي يزيد من مقاومة الشجرة للجفاف على المدى الطويل هذه الطريقة أيضاً تقلل من تبخر الماء السطحي وتحسن كفاءة الاستفادة من كل قطرة ماء


    كيف يميز المزارع بين الرطوبة السطحية والجفاف العميق


    يمكن للمزارع أن يستخدم أدوات بسيطة مثل قضيب حديدي أو مثقاب تربة للتأكد من مستوى الرطوبة في الأعماق كما يمكن استخدام أجهزة استشعار رطوبة التربة التي تعطي قراءات دقيقة لمستويات الرطوبة في أعماق مختلفة لكن حتى بدون هذه الأدوات تبقى مراقبة سلوك الشجرة نفسها من خلال الأوراق والأغصان والثمار المؤشر الأصدق على عطشها


    العلاقة بين الري والإنتاجية


    من المعروف أن شجرة الزيتون تتحمل ظروفاً قاسية لكنها عندما تحصل على الري المتوازن تعطي إنتاجية أعلى وجودة زيت أفضل الدراسات أثبتت أن الري المناسب في المراحل الحرجة مثل الإزهار وتكوين الثمار يزيد من نسبة العقد ويمنع التساقط المبكر كما أن الحفاظ على انتظام الري خلال فترة نمو الثمار يحسن من محتوى الزيت ويزيد من حجمه وجودته التجارية


    التوازن بين الجفاف والري


    الإفراط في الري لا يقل خطورة عن نقص الماء لأنه يؤدي إلى اختناق الجذور وزيادة الأمراض الفطرية لذلك فإن التوازن هو القاعدة الذهبية يجب أن تُروى الأشجار بما يكفي لتجنب علامات العطش ولكن دون إغراق التربة بالماء إن معرفة طبيعة التربة ومعدل تصريفها يساعد كثيراً في تحديد مواعيد الري وكميته


    الخلاصة


    إن شجرة الزيتون مثل الكائن الحي تعبر عن عطشها بعلامات واضحة أهمها التفاف الأوراق توقف نمو الأغصان وتجعد الثمار وسقوطها قد يخدعنا مظهر التربة السطحي بالرطوبة ولكن الحقيقة تكمن في العمق حيث تتغذى الجذور لذلك على المزارع أن يعتمد على السقي العميق والمتباعد وأن يراقب الأشجار نفسها بدقة ليضمن استمرار الإنتاج وجودة الثمار




    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"



    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة

    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( زراعة الزيتون ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص

    مصدر الصورة: للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر

    الاثنين، 1 سبتمبر 2025

     اكتشف كيف يمكن تحويل الرمال إلى بيئة خصبة للزراعة عبر تحسين خواصها وإضافة الأسمدة والمواد العضوية لضمان إنتاج محاصيل ناجحة.



        التربة الصحراوية الرملية 



    أعزائي متابعي وزوار مدونتنا الكرام، تحية طيبة لكم جميعاً، ومرحباً بكم في مقال جديد من مقالاتنا الزراعية التي نسعى من خلالها لتقديم المعرفة العلمية بأسلوب مبسط وعملي، يساعد المزارعين والمهتمين بالزراعة على تحقيق أفضل النتائج في حقولهم وحدائقهم. موضوعنا اليوم يحمل سؤالاً شائعاً وهو: هل يمكن الزراعة في الرمل؟ وللإجابة عنه لا بد من التعمق في طبيعة الرمال، خصائصها، وإمكانيات استغلالها لإنتاج محاصيل ناجحة


    خصائص التربة الرملية


    التربة الرملية تتسم بخفتها وسهولة تهويتها مما يسمح بانتشار الأكسجين حول الجذور بشكل أفضل من غيرها من الترب الثقيلة، كما أنها تسخن بسرعة في الربيع مما يساعد على إنبات البذور مبكراً مقارنة بالترب الطينية أو الثقيلة ومع ذلك فهي تربة فقيرة في العناصر الغذائية بسبب غياب المواد العضوية وضعف قدرتها على الاحتفاظ بالماء، الأمر الذي يجعلها غير مناسبة للزراعة إذا لم يتم تحسينها بطرق معينة


    التحديات في الزراعة الرملية


    المشكلة الأساسية في التربة الرملية تكمن في نفاذية المياه السريعة حيث تتسرب مياه الري إلى الأعماق بسرعة فلا تستفيد الجذور منها بالشكل الكافي كما أن العناصر الغذائية تذوب وتفقد مع الماء بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى ضعف النمو إذا لم تتم معالجة هذه المشكلة إضافة إلى ذلك فإن التربة الرملية معرضة للتعرية بفعل الرياح والأمطار، ما قد يضر بالمحاصيل الناشئة ويؤثر على استقرار النباتات


    تحسين التربة الرملية بالمواد العضوية


    الحل الأمثل لتحويل الرمال إلى بيئة صالحة للزراعة هو إضافة المواد العضوية مثل الكومبوست والسماد البلدي المتحلل حيث تعمل هذه المواد على تحسين تركيب التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء كما ترفع نسبة العناصر الغذائية المتاحة للنباتات وتخلق بيئة ميكروبية نشطة تدعم صحة التربة وتزيد من خصوبتها المستدامة إضافة المواد العضوية بشكل دوري يمكن أن يحول التربة الرملية الفقيرة إلى وسط زراعي واعد


    دور الأسمدة الطبيعية والمعدنية


    إلى جانب الكومبوست يحتاج المزارع إلى إضافة الأسمدة الطبيعية أو المعدنية لتعويض النقص في العناصر الغذائية الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم حيث يمكن استخدام السماد العضوي السائل أو مسحوق العظام أو رماد الخشب، وكذلك الأسمدة الكيماوية عند الضرورة لكن يجب أن تكون الإضافة مدروسة ومتدرجة مع متابعة نمو النبات لتجنب فقدان العناصر مع مياه الري


    أهمية الري المنتظم


    نظراً لأن التربة الرملية لا تحتفظ بالماء لفترة طويلة، فإن الري المتكرر والمنتظم يعد من أساسيات النجاح في هذا النوع من التربة في المناطق الحارة مثلاً قد تحتاج النباتات إلى الري يومياً بكميات معتدلة تضمن وصول الماء إلى الجذور دون هدر وفي بعض الحالات يُنصح باستخدام أنظمة الري بالتنقيط لتوفير الماء وضمان توزيعه بشكل متوازن مما يقلل من فقدانه بالتسرب


    النباتات المناسبة للتربة الرملية


    بعض النباتات تتأقلم جيداً مع الرمال وتستفيد من خصائصها مثل الجزر الذي يحتاج إلى تربة خفيفة ليمتد جذره بسهولة وكذلك البطاطا الحلوة والفول السوداني التي تنجح في البيئات الرملية إضافة إلى النباتات الصبارية والأعشاب الطبية مثل إكليل الجبل والميرمية والزعتر هذه النباتات تتحمل الجفاف وتستفيد من التهوية الممتازة للرمال


    تجارب ناجحة في الزراعة الرملية


    هناك تجارب عالمية وإقليمية أثبتت أن التربة الرملية ليست عائقاً أمام الزراعة بل يمكن تحويلها إلى مصدر إنتاج غذائي إذا ما تم إدارتها بشكل صحيح على سبيل المثال تم في بعض المناطق الصحراوية استخدام تقنيات الطين النانوي الذي يكسو حبيبات الرمل بطبقة رقيقة تحسن احتباس الماء وقد نجحت هذه التجارب في إنتاج محاصيل متنوعة مثل القمح والخضروات الورقية والفواكه الموسمية مما يدل على أن التحدي قابل للتحويل إلى فرصة حقيقية


    مستقبل الزراعة في البيئات الرملية


    مع ازدياد التوسع السكاني ونقص الأراضي الزراعية الخصبة، يتجه الباحثون والمزارعون إلى استغلال الأراضي الرملية لتحقيق الأمن الغذائي وفي المستقبل القريب قد تصبح الزراعة في الرمال خياراً استراتيجياً خصوصاً إذا تم دمجها مع تقنيات حديثة مثل الزراعة المائية والري الذكي والطاقة المتجددة لتشغيل أنظمة الري والتحكم البيئي إن الاستثمار في الزراعة الرملية قد يفتح آفاقاً جديدة أمام التنمية الزراعية المستدامة في الدول التي تعاني من التصحر


    الخلاصة


    إذن فالزراعة في الرمل ليست أمراً مستحيلاً بل هي ممكنة وقابلة للنجاح إذا عرف المزارع أسرارها وأتقن إدارة خصائصها التربة الرملية خفيفة وسريعة التصريف لكنها فقيرة بالمغذيات وتفتقر إلى الماء لذلك فإن تحسينها بالمواد العضوية، إضافة الأسمدة الطبيعية، وضبط الري يجعل منها وسطاً مناسباً لزراعة محاصيل متنوعة بدءاً من الخضروات الجذرية وانتهاء بالنباتات الطبية والصبارية ومع تطور التقنيات الزراعية قد تصبح الرمال نفسها حلاً لمشكلة الأمن الغذائي



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة

    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( الزراعة المستدامه ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة: للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر


    الأحد، 31 أغسطس 2025

     تعرف على أهم أسس سقي الشتلات الحديثة الغرس وأفضل طرق الري لضمان نمو صحي ومستدام للأشجار. 




        سقي المزروعات 




    مرحبًا بكم أعزائي القراء في مدونة "خليها تخضر"، حيث نسعى دائمًا لتزويدكم بأفضل المعلومات الزراعية المبنية على أسس علمية دقيقة وممارسات عملية ناجحة، واليوم نسلط الضوء على موضوع بالغ الأهمية لكل مزارع ومهتم بالزراعة وهو سقي الشتلات الحديثة الغرس


    أهمية سقي الشتلات الحديثة الغرس


    تعتبر عملية الري من أهم العمليات الزراعية التي تضمن للشتلات الحديثة الغرس بداية قوية ونموًا صحيًا، فالشتلة في أيامها الأولى تكون في مرحلة حرجة تحتاج فيها إلى توازن دقيق بين الماء والهواء في التربة. فالماء ليس فقط عنصر حياة أساسي وإنما أيضًا وسيلة لنقل العناصر الغذائية المذابة إلى جذور النبات. ويؤدي أي خلل في عملية الري إما إلى جفاف الشتلة وفشل زراعتها أو إلى اختناق الجذور بسبب زيادة المياه وبالتالي تعفنها


    تأثير طبيعة التربة على الري


    تلعب التربة دورًا محوريًا في تحديد كمية مياه الري وطرق توزيعها. ففي الأراضي الرملية التي تتميز بمسامية عالية ونفاذية سريعة يحتاج المزارع إلى ري متكرر بكميات معتدلة لتفادي نزول الماء إلى أعماق بعيدة عن منطقة الجذور. بينما في الأراضي الطينية الثقيلة فإنها تحتفظ بالماء لفترات أطول، ولهذا يتم الري بكميات أكبر ولكن على فترات متباعدة، مع الحذر من ركود المياه على السطح الذي يسبب اختناق الجذور ونقص الأكسجين وربما يؤدي إلى موت الشتلة


    العلاقة بين عمر الأشجار والاحتياجات المائية


    كلما كبر عمر الشجرة وتضاعف حجمها الجذري وزادت مساحة أوراقها وحجم ثمارها، ارتفعت حاجتها إلى الماء. الشتلات الصغيرة تحتاج إلى كميات أقل لكنها حساسة جدًا لأي نقص أو زيادة في الماء، في حين أن الأشجار الكبيرة أكثر قدرة على تحمل الجفاف النسبي بفضل جذورها الممتدة في التربة العميقة التي تمكنها من امتصاص الرطوبة من طبقات أعمق


    تأثير المناخ على الري


    الظروف المناخية من أهم المحددات لبرنامج الري. ففي المناطق الحارة أو خلال فصل الصيف تزداد معدلات التبخر وتحتاج الشتلات إلى ري متكرر لضمان عدم ذبولها، أما في الشتاء فيقل معدل التبخر وتقل الحاجة للري. وفي الأيام شديدة الحرارة يُفضل تقسيم السقي إلى فترتين، الأولى في الصباح الباكر والثانية عند المساء، لتقليل الفاقد الناتج عن التبخر وضمان بقاء الرطوبة متاحة للنبات


    أفضل طرق ري الشتلات الحديثة


    يعد الري بالتنقيط من أنجح طرق الري الحديثة التي تناسب الشتلات المزروعة حديثًا، حيث يوجه الماء مباشرة إلى منطقة الجذور دون أن يلامس جذع الشجرة مما يقلل من مخاطر الإصابة بمرض التصمغ. كما أنه يتيح التحكم بكميات المياه بدقة ويوفر الكثير من الاستهلاك مقارنة بالطرق التقليدية. أما في حالة الري بالغمر فينصح بعمل كومة ترابية حول الجذع لحمايته من ملامسة الماء المباشر


    مخاطر الري السيئ على الشتلات


    إفراط المزارع في استخدام المياه أو إهمال تنظيم الري يؤدي إلى مشكلات عديدة، منها تعفن الجذور ونقص الأكسجين في التربة، أو تساقط الأزهار والثمار في مراحل الإزهار والعقد إذا تم الري بكثرة وبطريقة غير عقلانية. كما أن ملوحة المياه أو التربة تعيق امتصاص الماء وتؤدي إلى أعراض تشبه الجفاف رغم توفر الماء حول الجذور، وهذا من أخطر المشكلات التي تواجه المزارع إذا لم ينتبه لجودة مياه الري


    الاحتياطات الأساسية عند ري الشتلات


    من الضروري مراقبة أدوات الري مثل المنقطات أو أنابيب الري بشكل دوري لتفادي انسدادها أو تلفها، لأن أي خلل في النظام قد يحرم الشتلة من حصتها المائية في الوقت المناسب. كذلك يجب الحفاظ على مستوى الرطوبة في منطقة الجذور بشكل أفقي وعمودي، فلا ينبغي أن تكون الرطوبة سطحية فقط ولا عميقة أكثر من اللازم، لأن ذلك يرهق الجذور ويجعلها تعاني من الإجهاد في البحث عن الماء


    الري في مرحلة الإزهار والعقد


    مرحلة الإزهار والعقد من أكثر المراحل حساسية للشتلات الحديثة والشجيرات الصغيرة. أي خطأ في توقيت أو كمية الري قد يؤدي إلى تساقط الأزهار وبالتالي انخفاض كبير في الإنتاجية. لذلك يُوصى بالري المتوازن في هذه الفترة، بحيث يحصل النبات على حاجته دون إفراط ولا تفريط


    جودة مياه الري وأثرها


    مياه الري قليلة الملوحة هي الأفضل للشتلات الحديثة، إذ إن الأملاح العالية تؤدي إلى زيادة الضغط الأسموزي حول الجذور وتمنعها من امتصاص الماء بكفاءة، مما يسبب أعراضًا شبيهة بالجفاف حتى مع وجود مياه كافية في التربة. لذا فإن اختبار ملوحة مياه الري والتربة خطوة ضرورية قبل البدء ببرنامج الري لضمان نجاح الشتلات واستمرار نموها


    العلاقة بين الري والتسميد


    عملية الري لا تنفصل عن التسميد، فالماء هو الوسيلة التي تنقل العناصر الغذائية من التربة إلى الجذور. وفي حال كان الري غير منتظم فإن امتصاص العناصر يصبح مضطربًا، مما ينعكس سلبًا على صحة الشتلات. لذلك ينصح بجدولة التسميد مع برامج الري بما يتناسب مع نوع التربة والعمر النباتي والموسم


    الخلاصة


    سقي الشتلات الحديثة الغرس ليس مجرد عملية عشوائية، بل هو علم وفن يحتاج إلى دقة ومراعاة لعوامل متعددة مثل نوع التربة، عمر النبات، الظروف المناخية، جودة المياه، ومرحلة النمو. الالتزام بطرق الري العلمية وتجنب الأخطاء الشائعة يحمي الشتلات من الأمراض ويعزز من فرص نموها بشكل سليم لتصبح أشجارًا قوية مثمرة في المستقبل



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر


    السبت، 30 أغسطس 2025

     تعرف في هذا المقال على الطريقة الصحيحة لسقي وتحويض الأشجار لتفادي الأمراض الفطرية والحشرية، وضمان امتصاص مثالي للماء والعناصر الغذائية، وزيادة إنتاجية بستانك بشكل صحي ومستدام. 



        حوض زراعة الأشجار 





    في عالم الزراعة لا يقل الاهتمام بطريقة الري وتحويض الأشجار أهمية عن اختيار الصنف أو نوع التربة، فكل خطوة صغيرة قد تصنع فارقاً كبيراً في صحة الأشجار وجودة المحصول. في هذا المقال من مدونة خليها تخضر سنعرض لكم الطريقة العلمية الصحيحة لسقي وتحويض الأشجار بما يضمن حماية الجذع من الأمراض ودعم الجذور في امتصاص الماء والعناصر الغذائية بكفاءة عالية


    أهمية السقي الصحيح في حياة الأشجار


    الماء هو العنصر الأساسي للحياة النباتية، لكن الكيفية التي يصل بها الماء إلى الشجرة قد تحدد مصيرها بين النمو المثالي أو التعرض للأمراض والذبول. السقي غير الصحيح قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة مثل اختناق الجذور أو تعفن الساق أو حتى موت الشجرة، بينما السقي المدروس يمد الجذور بالكمية المناسبة من الماء ويعزز التوازن بين الرطوبة والتهوية في التربة

    تجنب ملامسة الماء لجذع الشجرة


    من الأخطاء الشائعة عند سقي الأشجار ترك الماء يتجمع حول الساق مباشرة، وهذا يسبب ما يعرف بخسع الساق أي ضعف الأنسجة وزيادة قابليتها للإصابة بالأمراض. عندما يلامس الماء جذع الشجرة باستمرار تتوفر بيئة رطبة مثالية للفطريات والطحالب والحشرات، ما يؤدي إلى ظهور أمراض مثل التفحم وتكون القشور والفطريات المختلفة التي تضعف الشجرة تدريجياً. لذلك فإن القاعدة الذهبية في السقي هي أن يبقى الجذع جافاً بعيداً عن مسار الماء

    التحويض الصحيح للشجرة


    التحويض أو إنشاء حوض حول الشجرة ليس مجرد عملية تنظيمية للماء، بل هو وسيلة لضمان وصول المياه إلى المكان الصحيح في التربة. القاعدة العلمية تنص على أن الحوض يجب أن يكون حول ظل أطراف الشجرة وليس ملاصقاً للجذع. ذلك لأن منطقة ظل التاج الشجري هي المكان الذي تنتشر فيه الجذور الشعرية المسؤولة عن الامتصاص، وبالتالي فإن وضع الماء أو السماد في هذه المنطقة يضمن استفادة الشجرة بأقصى طاقتها

    دور الجذور الشعرية في الامتصاص


    الجذور الشعرية هي الامتداد الحيوي لشجرة تبحث عن الغذاء والماء. هذه الجذور الدقيقة مسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية وإيصالها إلى الساق والأوراق والثمار. لذلك فإن أي عملية تسميد أو ري قريبة جداً من الساق لن تحقق الفائدة المرجوة، بينما إذا وضعت المياه والمواد العضوية أو المعدنية في أطراف الحوض وعلى بعد متر واحد تقريباً من الساق، فإن الجذور الشعرية ستقوم بامتصاصها بكفاءة ونقلها إلى جميع أجزاء النبات

    السقي والتسميد: تكامل حيوي لصحة الشجرة


    السقي لا ينفصل عن التسميد، فكلاهما يكمل الآخر في دورة حياة النبات. عند وضع السماد العضوي أو المعدني في حواف الحوض بعيداً عن الجذع ثم إضافة الماء، يذوب السماد تدريجياً ويمتزج مع التربة ليصل إلى منطقة الجذور الشعرية. بهذه الطريقة يحصل النبات على العناصر الغذائية مع كل عملية ري دون إحداث ضرر للساق أو التربة المحيطة به. كما أن التسميد الصحيح يعزز من مقاومة الأشجار للأمراض ويزيد من جودة الثمار

    الأمراض الناتجة عن السقي الخاطئ


    السقي المباشر قرب الساق يؤدي إلى سلسلة من الأمراض الزراعية التي قد تدمر الشجرة على المدى الطويل. من أبرز هذه الأمراض التفحم وهو مرض فطري خطير يسبب اسوداد الأنسجة وموتها تدريجياً، بالإضافة إلى الطحالب التي تنمو على سطح التربة الرطبة حول الساق وتعيق التهوية الطبيعية. كما تظهر الفطريات السطحية التي تسبب القشور والجروح في الساق ما يجعلها عرضة لهجوم الحشرات القشرية والحفارات

    فوائد التحويض الصحيح على المدى الطويل


    التحويض الصحيح والسقي المدروس لا يقتصران على الوقاية من الأمراض بل ينعكسان على عدة جوانب إيجابية في حياة الشجرة. من هذه الفوائد زيادة العمر الإنتاجي للشجرة إذ تبقى قادرة على النمو والإثمار لفترات أطول، تحسين نوعية الثمار من حيث الحجم والطعم والقيمة الغذائية، ترشيد استهلاك المياه حيث يتم توجيهها مباشرة إلى منطقة الجذور الشعرية دون هدر، وتعزيز التوازن البيئي داخل البستان من خلال تقليل فرص نمو الطحالب والفطريات

    العلاقة بين الظل والتحويض


    من الملاحظات المهمة التي يعتمدها المزارعون الخبراء أن مكان التحويض يتطابق غالباً مع دائرة ظل أطراف الشجرة. هذا التوافق ليس صدفة بل نتيجة طبيعية لتوزيع الجذور تحت الأرض، حيث تنتشر الجذور الدقيقة في نفس مساحة التاج الشجري تقريباً. لذلك فإن جعل الحوض عند محيط الظل يضمن وضع الماء والسماد في المكان الذي يتواجد فيه أكبر عدد من الجذور الماصة

    نصائح عملية للمزارعين


    لتطبيق هذه الخطوات بشكل عملي ينصح المزارع بعدم حفر الحوض قريباً من الساق بل بعيداً عنه بما لا يقل عن متر واحد، توزيع السماد العضوي أو المعدني في حواف الحوض وليس في المركز، ري الأشجار بكمية كافية من الماء بحيث يصل إلى عمق الجذور الشعرية ولا يلامس الساق، تكرار عملية التحويض كل فترة زمنية مناسبة مع نمو الشجرة وزيادة حجم تاجها، ومراقبة التربة باستمرار للتأكد من عدم تراكم الأملاح أو نمو الطحالب

    الخلاصة


    السقي والتحويض ليسا مجرد أعمال تقليدية بل هما علم وفن يحتاج إلى دقة ووعي بأدق تفاصيل نمو الشجرة. إن تطبيق الطريقة الصحيحة في إبعاد الماء والسماد عن الساق ووضعهما في محيط ظل الشجرة يحمي الساق من الأمراض ويدعم الجذور الشعرية في أداء وظيفتها بكفاءة. ومع مرور الوقت ينعكس هذا الاهتمام على قوة الشجرة وجودة ثمارها واستدامة إنتاجها



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"



    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة

    لاتنسى متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص

    مصدر الصورة : للمؤلف و كاتب هذا المقال فريق خليها تخضر

    الخميس، 28 أغسطس 2025

     التسميد بالسماد البلدي خطوة أساسية لتحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاجية، لكن طريقة الإضافة وتوقيتها تحددان مدى الاستفادة من عناصره الغذائية وخاصة النيتروجين.



        السماد العضوي واهميته للنباتات



    أعزائي المزارعين والمهتمين بالزراعة نرحب بكم في مدونة خليها تخضر حيث نسعى لتقديم محتوى علمي أصيل يساعدكم في تحسين إنتاج محاصيلكم وزيادة خصوبة أراضيكم واليوم سنناقش موضوعًا في غاية الأهمية يتعلق بإضافة السماد البلدي أو ما يُعرف بسماد المواشي للتربة وكيفية الاستفادة القصوى منه دون فقد العناصر الغذائية المهمة


    أهمية السماد البلدي في الزراعة


    السماد البلدي من أقدم وأهم أنواع الأسمدة العضوية التي عرفها المزارع عبر التاريخ فهو ليس مجرد بقايا حيوانية أو مخلفات عضوية بل هو مصدر غني بالعناصر الغذائية الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بالإضافة إلى الكالسيوم والمغنيسيوم والعناصر الصغرى التي تساهم جميعها في بناء تربة خصبة ومتوازنة كما يعمل السماد البلدي على تحسين بناء التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والتهوية الجيدة مما ينعكس إيجابًا على نمو الجذور وصحة النبات


    متى يجب إضافة السماد البلدي للتربة


    أكثر الأخطاء شيوعًا بين المزارعين هو إضافة السماد البلدي إلى التربة قبل فترة طويلة من عملية الحرث فيتعرض السماد حينها إلى أشعة الشمس والهواء مما يؤدي إلى تبخر بعض العناصر الغذائية المتطايرة وخاصة النيتروجين وهو عنصر أساسي يدخل في تكوين البروتينات داخل النبات ولذا فإن التوصية العلمية هي أن تتم إضافة السماد البلدي مباشرة قبل الحرث بحيث يتم قلبه وخلطه مع التربة فورًا لتقليل الفاقد من العناصر الغذائية وضمان الاستفادة القصوى منها


    دور النيتروجين في نمو النبات


    النيتروجين عنصر غذائي لا يمكن الاستغناء عنه حيث يعد المكون الأساسي للأحماض الأمينية والبروتينات التي تشكل البنية الأساسية للأنسجة النباتية كما أنه يدخل في تركيب الكلوروفيل المسؤول عن عملية البناء الضوئي وعندما يتعرض السماد البلدي لأشعة الشمس لفترة طويلة قبل حرثه فإن جزءًا كبيرًا من النيتروجين يتطاير على شكل غاز الأمونيا مما يؤدي إلى فقدان التربة لجزء مهم من خصوبتها وبالتالي تراجع الإنتاجية وهذا ما يجعل إضافة السماد البلدي قبل الحرث مباشرة أمرًا بالغ الأهمية


    العلاقة بين المادة العضوية وصحة التربة


    المادة العضوية الموجودة في السماد البلدي تلعب دورًا مهمًا في تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية للتربة فهي تزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء وتقلل من مشاكل الانجراف كما تساعد على زيادة النشاط الميكروبي الحيوي داخل التربة وهذه الكائنات الدقيقة تساهم في تحليل المادة العضوية وإطلاق العناصر الغذائية بشكل تدريجي يمكن للنبات امتصاصه بسهولة لذلك فإن الحفاظ على هذه المادة العضوية من الفقد ضرورة لضمان دورة زراعية ناجحة ومستدامة


    الفرق بين إضافة السماد البلدي السطحية والخلط العميق


    عند إضافة السماد البلدي للتربة قد يقوم بعض المزارعين بنثره على السطح وتركه لعدة أيام قبل الحرث مما يؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية بالتبخر أو الغسيل مع مياه الري أو الأمطار بينما عند خلط السماد البلدي مباشرة مع التربة بعد الإضافة يتم تثبيت العناصر داخل الحبيبات الترابية مما يقلل الفاقد ويضمن بقاء السماد متاحًا للنبات فترة أطول كذلك فإن الخلط العميق يمنع تكاثر بعض الحشرات أو الروائح الكريهة التي قد تنتج من تراكم السماد على سطح التربة


    التسميد العضوي ودوره في الحد من التلوث


    إضافة السماد البلدي بطريقة صحيحة لا تحسن خصوبة التربة فحسب بل تسهم أيضًا في الحد من التلوث البيئي فالسماد المكشوف على سطح الأرض عرضة للجرف المائي وقد ينقل معه بعض الملوثات إلى مصادر المياه الجوفية أو السطحية أما عند دمجه مع التربة فإن العناصر الغذائية تبقى محتجزة داخلها لتغذية النبات بدلًا من تلوث البيئة كما أن عملية التحلل الحيوي للسماد داخل التربة تعمل على تثبيت الكربون وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة


    كيفية تحسين كفاءة استخدام السماد البلدي


    يمكن تحسين كفاءة استخدام السماد البلدي من خلال اتباع بعض الإجراءات مثل استخدام السماد المتحلل جزئيًا حيث يكون أكثر أمانًا للنبات وأسرع في إطلاق العناصر الغذائية كما يُنصح بإضافة السماد البلدي مع بعض الأسمدة المعدنية في برامج التسميد المتكامل للحصول على نتائج أفضل كذلك فإن اختيار التوقيت المناسب للإضافة بحيث يتزامن مع بداية موسم الزراعة أو قبل زراعة المحصول المستهدف بفترة قصيرة يزيد من فعالية السماد ويضمن أفضل استفادة ممكنة للنبات


    التسميد البلدي ومقارنته بالأسمدة الكيماوية


    رغم أن الأسمدة الكيماوية تمتاز بسرعة ذوبانها وتوفيرها للعناصر بشكل مباشر للنبات إلا أن تأثيرها على المدى الطويل قد يكون سلبيًا إذ قد تؤدي إلى تدهور بنية التربة وتقليل النشاط الميكروبي أما السماد البلدي فيمتاز بأنه مصدر طبيعي وصديق للبيئة ويعمل على تحسين التربة عامًا بعد عام ولهذا فإن الجمع بينهما في برامج تسميد متوازنة يعد الحل الأمثل لتحقيق إنتاجية عالية دون الإضرار بخصوبة التربة على المدى الطويل


    التوصيات النهائية للمزارعين


    حتى يستفيد المزارع من السماد البلدي بأفضل صورة ينصح بإضافته قبل عملية الحرث مباشرة وخلطه جيدًا مع التربة وعدم تركه على السطح لفترات طويلة كما يجب مراعاة كمية السماد المضافة بحسب نوع المحصول وطبيعة التربة فالتربة الرملية تحتاج كميات أكبر من الطينية بسبب سرعة فقدان العناصر الغذائية فيها كذلك ينبغي التأكد من مصدر السماد وجودته وخلوه من بذور الحشائش أو مسببات الأمراض الزراعية


    الخلاصة


    السماد البلدي ثروة طبيعية متجددة لا يمكن الاستغناء عنها في تحسين خصوبة التربة ودعم استدامة الزراعة لكن الاستفادة الحقيقية منه تتوقف على الطريقة الصحيحة في إضافته والتوقيت المناسب خاصة لتجنب فقدان عنصر النيتروجين المهم ومن خلال الحرص على إضافته قبل الحرث مباشرة ودمجه مع التربة يمكن للمزارع أن يضمن نموًا صحيًا لمحاصيله وزيادة إنتاجيته بطريقة صديقة للبيئة ومستدامة



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر


    جميع الحقوق محفوظة ل خليها تخضر
    تصميم : عالم المدون