تعرف على المسافات المثالية لغراسة أشجار الزيتون للحصول على إنتاج وفير وجودة عالية مع الحفاظ على صحة التربة والأشجار.
أهمية تحديد المسافات عند غراسة الزيتون
يعتبر تحديد المسافة المثالية بين أشجار الزيتون من أهم الخطوات الأساسية التي تؤثر مباشرة على نجاح البستان وجودة الإنتاج الزراعي فالزيتون شجرة معمرة تحتاج إلى ضوء الشمس والتهوية الجيدة والتربة الخصبة حتى تنمو بشكل متوازن وتنتج ثماراً عالية الجودة وإذا لم تتم مراعاة هذه المسافات فإن الأشجار ستتنافس فيما بينها على الغذاء والماء مما يؤدي إلى ضعف المحصول وقلة جودة الزيت
المسافات المثالية لغراسة الزيتون
تتراوح المسافات المثالية بين أشجار الزيتون عادة من خمسة إلى سبعة أمتار في الأراضي البعلية أي المعتمدة على الأمطار بينما يمكن أن تقل المسافة قليلاً في الأراضي المروية لتصل إلى خمسة أمتار فقط والاختيار هنا يعتمد على نوع التربة ومعدل الأمطار وطبيعة الصنف المزروع فالأصناف القوية النمو مثل الزيتون السوري أو الكالاماتا تحتاج لمسافة أوسع من الأصناف متوسطة النمو كما أن الأراضي الطينية الثقيلة تحتاج لمسافات أكبر لتأمين تهوية مناسبة للجذور
أثر المسافات على إنتاجية الزيتون
عندما تزرع أشجار الزيتون ضمن مسافات مدروسة فإنها تستفيد بشكل أفضل من أشعة الشمس الضرورية لعملية التمثيل الضوئي كما تسمح المسافات الكافية بتقليل الرطوبة الزائدة بين الأشجار الأمر الذي يقلل من انتشار الأمراض الفطرية مثل عين الطاووس وأعفان الأوراق كذلك فإن توزيع الأشجار بشكل متوازن يسهل عمليات الخدمة الزراعية مثل التقليم والحراثة والري والحصاد مما ينعكس إيجاباً على كمية الزيت ونوعيته
تأثير المسافات على جودة الزيت
يعد زيت الزيتون من أرقى الزيوت النباتية في العالم وجودته تعتمد بشكل مباشر على صحة الأشجار والثمار فعندما تزرع الأشجار بشكل متقارب جداً تقل التهوية ويزداد التظليل الداخلي للشجرة مما يؤخر نضج الثمار ويؤثر على تراكم الزيت فيها بينما توفر المسافات المناسبة إضاءة متوازنة للأفرع المثمرة وتحافظ على تهوية جيدة للثمار وهو ما يرفع من نسبة الزيت ويزيد من نقاوته
دور المزارع في اختيار المسافات
لا يوجد مسافة واحدة تناسب جميع المزارع بل يجب على المزارع أن يحدد المسافة وفق معايير متعددة منها نوعية التربة وكمية المياه المتاحة وطبيعة المناخ بالإضافة إلى الصنف المزروع فالمزارع الذي يزرع في أرض قليلة الأمطار يجب أن يترك مسافات أكبر لتقليل التنافس على المياه بينما في المناطق المروية يمكن تقليل المسافة قليلاً لأن الري المنتظم يعوض هذا التنافس
المسافات والتوسع المستقبلي للبستان
من الحكمة أن ينظر المزارع إلى بستان الزيتون كمشروع طويل الأمد فعمر الشجرة قد يمتد لمئات السنين ولذلك فإن المسافات المناسبة تضمن استمرار البستان في العطاء لعقود طويلة دون الحاجة إلى إزالة أشجار أو تقليم قاس يؤدي إلى تقليل الإنتاج كما أن وجود مسافة كافية بين الأشجار يسهل إدخال الآلات الزراعية الحديثة مثل الحصادات والمرشات وهو ما يوفر وقتاً وجهداً ويزيد من كفاءة الإنتاج
الخلاصة
إن تحديد المسافات المثالية لغراسة أشجار الزيتون ليس مجرد خطوة زراعية عابرة بل هو أساس نجاح البستان وجودة الزيت فالمسافة المناسبة تضمن صحة الشجرة وتحافظ على موارد التربة والمياه وتزيد من فرص الحصول على زيت عالي الجودة لذا ينصح المزارع دوماً بدراسة أرضه وصنف الزيتون الذي يزرعه قبل تحديد المسافة النهائية حتى يضمن استدامة الإنتاج وتحقيق أفضل عائد اقتصادي وزراعي
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لاتنسى متابعة مدونتنا قسم (زراعة الزيتون) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق