تعرف على أهمية الكبريت للنبات ودوره في تحسين النمو والإنتاجية وجودة المحاصيل الزراعية مع شرح لأعراض نقصه ومصادره الأساسية.
تحية طيبة إلى متابعينا وقرائنا الكرام الباحثين عن المعرفة الزراعية الدقيقة التي تساهم في تطوير الإنتاج الزراعي وزيادة وعي المزارعين بدور العناصر الغذائية في تحسين جودة المحاصيل وفي هذا المقال نسلط الضوء على عنصر الكبريت الذي يعد من المغذيات الكبرى التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي برنامج تسميد متوازن فهو لا يقل أهمية عن النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بل يشكل معهم منظومة متكاملة تدعم النمو الطبيعي للنبات وتزيد من إنتاجيته
الكبريت عنصر أساسي للنبات
الكبريت يعتبر من العناصر الكبرى التي يحتاجها النبات بكميات واضحة مقارنة بالعناصر الصغرى حيث يدخل في تكوين الأحماض الأمينية الأساسية مثل الميثيونين والسيستين اللذين يمثلان اللبنات الأولى في بناء البروتينات كما أنه يشارك في تكوين العديد من الإنزيمات والفيتامينات التي تساهم في العمليات الحيوية المختلفة داخل النبات ومن دونه يختل النظام الحيوي الذي يضمن للنبات النمو السليم والتطور الطبيعي
دور الكبريت في تحسين النمو والإنتاجية
أهمية الكبريت تتجلى بوضوح في تعزيز نمو المجموع الخضري للنباتات وزيادة قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية الأخرى خصوصاً النيتروجين حيث أن نقص الكبريت يقلل من كفاءة النبات في الاستفادة من الأسمدة النيتروجينية مما يؤدي إلى ضعف النمو العام وتراجع الإنتاج كما يساهم الكبريت في تحسين صفات التربة القلوية من خلال خفض درجة الحموضة مما يتيح امتصاصاً أفضل للعناصر المعدنية الهامة مثل الحديد والزنك والمنغنيز وهذا ينعكس بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل وجودتها
الكبريت وجودة المحاصيل
من أبرز أدوار الكبريت أنه يرفع من جودة المحاصيل الزراعية حيث تزداد نسبة البروتينات في الحبوب وتتحسن صفات الزيوت في المحاصيل الزيتية مثل دوار الشمس والكانولا كما ترتفع جودة الثمار في الخضروات والفاكهة بفضل مساهمة الكبريت في تكوين المركبات العطرية والنكهة المميزة لبعض النباتات مثل البصل والثوم والكراث وهو ما يمنح هذه النباتات صفاتها الخاصة التي ترتبط برضا المستهلك في الأسواق
مصادر الكبريت في التربة
تتنوع مصادر الكبريت التي يمكن للمزارع الاعتماد عليها حيث يعد الكبريت الزراعي المصدر التقليدي الذي يستخدم لتعديل قلوية التربة وتحسين خواصها الكيميائية كما أن كبريتات الأمونيوم تعتبر مصدراً مزدوجاً يمد النبات بالنيتروجين والكبريت معاً بينما توفر أسمدة أخرى مثل سلفات البوتاسيوم وسلفات المغنيسيوم العناصر الغذائية المتكاملة التي يحتاجها النبات بما في ذلك الكبريت الضروري لإتمام العمليات الحيوية
علامات نقص الكبريت
نقص الكبريت في النبات يؤدي إلى أعراض مميزة يسهل التعرف عليها من قبل المزارعين إذ تظهر الأوراق الصغيرة بلون أصفر فاتح على عكس نقص النيتروجين الذي يصيب الأوراق القديمة أولاً كما يلاحظ ضعف في تكوين الأزهار والثمار وانخفاض ملحوظ في مقاومة النبات للأمراض مما يسبب خسائر اقتصادية للمزارع ويؤثر سلباً على جودة المحصول النهائية
الكبريت وعلاقته بالأمراض النباتية
الدور الدفاعي للكبريت لا يقل أهمية عن دوره الغذائي فهو يساعد النبات على تكوين بعض المركبات الدفاعية التي تزيد من مقاومته للأمراض الفطرية والبكتيرية كما أن استخدام الكبريت الزراعي في صورة مسحوق أو مبيد يعتبر من الطرق التقليدية المعروفة في مكافحة بعض الآفات مثل الأكاروسات والأمراض الفطرية على الأوراق والثمار وهو ما يعزز دور الكبريت كعنصر مزدوج الفائدة في التغذية والحماية
أفضل طرق إضافة الكبريت
للحصول على أفضل استفادة من الكبريت ينصح المزارعون بإضافته في بداية الموسم الزراعي لأنه يحتاج إلى وقت لكي يتحول بواسطة الكائنات الحية الدقيقة في التربة إلى الصورة القابلة للامتصاص وهي الكبريتات كما أن إضافة المواد العضوية مع الكبريت يساهم في تعزيز نشاط البكتيريا النافعة التي تقوم بعملية الأكسدة الطبيعية لهذا العنصر مما يجعل النبات يستفيد منه بشكل كامل على مدار الموسم
التكامل بين الكبريت والعناصر الأخرى
لا يعمل الكبريت بمعزل عن بقية العناصر الغذائية بل يشكل علاقة تكاملية خاصة مع النيتروجين حيث أن نقص أحدهما يقلل من كفاءة الآخر كما أن تأثيره على تعديل تفاعل التربة يساعد في جعل العناصر الدقيقة أكثر توفراً للنبات مما يخلق بيئة مثالية للنمو المتوازن والإنتاجية العالية ولهذا فإن برامج التسميد الحديثة لا بد أن تراعي وجود الكبريت كمكون أساسي يرافق العناصر الكبرى الأخرى
الخلاصة
إن الكبريت ليس مجرد عنصر إضافي في الزراعة بل هو مفتاح أساسي لتحقيق نمو صحي وجودة عالية للمحاصيل الزراعية حيث يشارك في تكوين البروتينات والفيتامينات ويحسن امتصاص العناصر الأخرى ويعدل قلوية التربة ويزيد مقاومة النبات للأمراض ولذلك فإن إهماله في برامج التسميد يشكل خطراً على الإنتاجية وجودة الغذاء وفي المقابل فإن إدخاله بشكل مدروس ومتوازن يحقق فوائد ملموسة للمزارع والمستهلك على حد سواء
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق