تعرف على احتياجات شجرة الزيتون للماء في الخريف والشتاء والربيع والصيف وكيفية تأثير الري على الإنتاج وجودة الثمار.
مرحباً بكم أعزائي المتابعين في مدونة خليها تخضر حيث نحرص على تقديم محتوى علمي زراعي موثوق وأصيل يساعد المزارعين والمهتمين بعالم النباتات على تحقيق أفضل النتائج في حقولهم وبساتينهم واليوم نرافقكم في جولة علمية حول احتياجات شجرة الزيتون للماء عبر الفصول المختلفة وتأثير ذلك على نموها وإنتاجها
أهمية الماء لشجرة الزيتون
الماء عنصر أساسي في حياة شجرة الزيتون رغم ما تشتهر به من قدرة على مقاومة الجفاف والتكيف مع البيئات القاسية إلا أن الإنتاج الوفير والجودة العالية للثمار لا يتحققان إلا بتوفير حاجتها المائية في الأوقات الحرجة شجرة الزيتون تمتص الماء من التربة لتغذية أوراقها وأغصانها وثمارها ويؤدي نقصه إلى إعاقة العمليات الحيوية مثل التمثيل الضوئي وبناء المواد الكربوهيدراتية الضرورية للنمو والإثمار إن المزارع الواعي هو من يدرك أن الجفاف المستمر يضعف الشجرة على المدى البعيد ويقلل من مردودها الاقتصادي
احتياجات الزيتون في الخريف
يمثل فصل الخريف مرحلة محورية في دورة حياة الزيتون ففيه تتهيأ الأشجار لتجديد نموها الخضري استعداداً للموسم القادم كما تكون الثمار في طور امتلاء الحجم وتحتاج إلى وفرة مائية لتعطي ثماراً ذات وزن ونوعية جيدة وقد أدرك الفلاحون هذا منذ القدم فعبروا بقولهم مطر الخريف زيادة أي أن أمطار الخريف تزيد في قوة الشجرة وامتلاء ثمارها إن توفير الري التكميلي في هذه الفترة يعوض أي نقص في الأمطار خصوصاً في المناطق شبه الجافة ويضمن استمرار حيوية النمو الداخلي للشجرة
دور المياه في الشتاء
الشتاء ليس فقط موسم سكون للأشجار بل هو أيضاً فترة حاسمة للتكشف الزهري الذي يحدد عدد الأزهار في الربيع القادم إن وجود أمطار شتوية معتدلة يعد بمثابة ولادة جديدة للشجرة لذلك ارتبط في المأثور الشعبي بقولهم مطر الشتاء ولادة فإذا حُرمت الأشجار من المياه الكافية في هذه المرحلة فإن عدد الأزهار يقل وتضعف قدرة الشجرة على الإثمار في العام التالي كما أن الشتاء يساعد في غسل الأملاح المتراكمة في التربة مما يخفف من الإجهاد الملحي الذي قد يحد من الإنتاج
أهمية الري في الربيع
في الربيع تستعد الأشجار لتفتح الأزهار ثم الدخول في مرحلة العقد وتكوين الثمار وهي من أخطر الفترات التي تحتاج فيها شجرة الزيتون للماء فأي نقص يؤدي إلى تساقط الأزهار أو ضعف العقد مما ينعكس مباشرة على كمية المحصول ومن هنا جاء المثل الشعبي مطر الربيع شدادة أي أنه يشد من أزر الشجرة ويقوي قدرتها على إنتاج ثمار ثابتة وكبيرة يجب أن يدرك المزارع أن الري في هذه الفترة ليس خياراً بل ضرورة لأن التقصير فيه قد يقضي على المحصول بالكامل
الصيف وفترة تصلب النواة
في أواخر الصيف وبداية الخريف تمر الثمار بمرحلة تصلب النواة وهي فترة حرجة من حيث احتياجات الماء حيث تكون التربة قد خزنت كمية من الرطوبة من الشتاء والربيع السابقين وفي العادة تكفي هذه الرطوبة لحاجات الزيتون إذا لم يكن الموسم جافاً بشكل استثنائي ولكن في حال الجفاف الشديد يصبح الري ضرورياً لتفادي انكماش الثمار وصغر حجمها الملاحظ هنا أن الإفراط في الري خلال هذه المرحلة قد يضر أكثر مما ينفع لأنه يغير من توازن النمو بين الثمار والأغصان
الفترة غير الملائمة للري
من المهم التنبيه إلى أن هناك فترة لا ينصح بري الزيتون خلالها وهي أثناء تفتح الأزهار حيث أن زيادة الرطوبة أو هطول الأمطار في هذا التوقيت يعرض الأزهار للإصابة بالأمراض الفطرية ويعيق التلقيح الطبيعي وقد يؤدي إلى فقدان جزء كبير من الأزهار المهيأة للعقد لذلك يُفضل أن يكون الري قبل التفتح أو بعده مباشرة مع تجنب التدخل أثناء ذروة التزهير
العلاقة بين خبرة الفلاح والمطر النافع
ارتبطت احتياجات الزيتون للمطر بخبرة الفلاحين عبر الأمثال الزراعية التي تناقلوها جيلاً بعد جيل فهم أدركوا بحسهم العملي أن مطر الخريف يزيد الثمار ومطر الشتاء يولد الأزهار ومطر الربيع يشد الثمار ويحميها من التساقط إن هذه الخبرة الشعبية لم تكن مجرد أقوال بل هي خلاصة ملاحظة دقيقة لعقود طويلة توافق فيها العلم الحديث مع الحكمة الشعبية فأصبح المزارع الواعي يجمع بين التراث والمعرفة العلمية ليصل إلى أفضل النتائج
إدارة الري الحديثة للزيتون
في ظل التغيرات المناخية الحالية أصبح من الضروري اعتماد برامج ري حديثة لشجرة الزيتون باستخدام تقنيات مثل الري بالتنقيط الذي يوفر الماء مباشرة إلى منطقة الجذور بأقل فاقد ممكن كما يمكن الاستعانة بمستشعرات الرطوبة لمراقبة التربة وضبط مواعيد وكميات الري بدقة متناهية وهذا يسهم في الحفاظ على الموارد المائية ويزيد من الإنتاجية والجودة إن الموازنة بين خبرة الفلاحين القدامى وأدوات العلم الحديث تعطي الزيتون أفضل فرصة للنمو والإثمار
خلاصة
شجرة الزيتون رغم صلابتها وقدرتها على مقاومة الظروف الصعبة إلا أنها بحاجة إلى برنامج مائي متكامل يراعي المراحل الحرجة من حياتها الخريف للنمو وزيادة حجم الثمار الشتاء للتكشف الزهري الربيع لتثبيت العقد ومنع تساقط الثمار والصيف للحفاظ على صلابة النواة وجودة المحصول إن أي تقصير في هذه المراحل قد يؤدي إلى خسارة موسم كامل لذلك فإن الفلاح الناجح هو من يوازن بين طبيعة منطقته وظروف مناخها ويضع خطة مائية مدروسة تحقق له محصولاً وفيراً وجودة عالية
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم (زراعة الزيتون) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
مصدر الصورة : للمؤلف و كاتب هذا المقال فريق خليها تخضر
التسميد الأمثل في الأراضي المالحة: دليل المزارع الذكي لمواجهة الإجهاد الملحي
التسميد في الأراضي المالحة: دليل المزارع الذكي لتقوية النباتات ومقاومة الملوحة. تعرف في هذا المقال على أفضل طرق التسميد في الأراضي المالحة، ...