تعرف على أهم أسس سقي الشتلات الحديثة الغرس وأفضل طرق الري لضمان نمو صحي ومستدام للأشجار.
مرحبًا بكم أعزائي القراء في مدونة "خليها تخضر"، حيث نسعى دائمًا لتزويدكم بأفضل المعلومات الزراعية المبنية على أسس علمية دقيقة وممارسات عملية ناجحة، واليوم نسلط الضوء على موضوع بالغ الأهمية لكل مزارع ومهتم بالزراعة وهو سقي الشتلات الحديثة الغرس
أهمية سقي الشتلات الحديثة الغرس
تعتبر عملية الري من أهم العمليات الزراعية التي تضمن للشتلات الحديثة الغرس بداية قوية ونموًا صحيًا، فالشتلة في أيامها الأولى تكون في مرحلة حرجة تحتاج فيها إلى توازن دقيق بين الماء والهواء في التربة. فالماء ليس فقط عنصر حياة أساسي وإنما أيضًا وسيلة لنقل العناصر الغذائية المذابة إلى جذور النبات. ويؤدي أي خلل في عملية الري إما إلى جفاف الشتلة وفشل زراعتها أو إلى اختناق الجذور بسبب زيادة المياه وبالتالي تعفنها
تأثير طبيعة التربة على الري
تلعب التربة دورًا محوريًا في تحديد كمية مياه الري وطرق توزيعها. ففي الأراضي الرملية التي تتميز بمسامية عالية ونفاذية سريعة يحتاج المزارع إلى ري متكرر بكميات معتدلة لتفادي نزول الماء إلى أعماق بعيدة عن منطقة الجذور. بينما في الأراضي الطينية الثقيلة فإنها تحتفظ بالماء لفترات أطول، ولهذا يتم الري بكميات أكبر ولكن على فترات متباعدة، مع الحذر من ركود المياه على السطح الذي يسبب اختناق الجذور ونقص الأكسجين وربما يؤدي إلى موت الشتلة
العلاقة بين عمر الأشجار والاحتياجات المائية
كلما كبر عمر الشجرة وتضاعف حجمها الجذري وزادت مساحة أوراقها وحجم ثمارها، ارتفعت حاجتها إلى الماء. الشتلات الصغيرة تحتاج إلى كميات أقل لكنها حساسة جدًا لأي نقص أو زيادة في الماء، في حين أن الأشجار الكبيرة أكثر قدرة على تحمل الجفاف النسبي بفضل جذورها الممتدة في التربة العميقة التي تمكنها من امتصاص الرطوبة من طبقات أعمق
تأثير المناخ على الري
الظروف المناخية من أهم المحددات لبرنامج الري. ففي المناطق الحارة أو خلال فصل الصيف تزداد معدلات التبخر وتحتاج الشتلات إلى ري متكرر لضمان عدم ذبولها، أما في الشتاء فيقل معدل التبخر وتقل الحاجة للري. وفي الأيام شديدة الحرارة يُفضل تقسيم السقي إلى فترتين، الأولى في الصباح الباكر والثانية عند المساء، لتقليل الفاقد الناتج عن التبخر وضمان بقاء الرطوبة متاحة للنبات
أفضل طرق ري الشتلات الحديثة
يعد الري بالتنقيط من أنجح طرق الري الحديثة التي تناسب الشتلات المزروعة حديثًا، حيث يوجه الماء مباشرة إلى منطقة الجذور دون أن يلامس جذع الشجرة مما يقلل من مخاطر الإصابة بمرض التصمغ. كما أنه يتيح التحكم بكميات المياه بدقة ويوفر الكثير من الاستهلاك مقارنة بالطرق التقليدية. أما في حالة الري بالغمر فينصح بعمل كومة ترابية حول الجذع لحمايته من ملامسة الماء المباشر
مخاطر الري السيئ على الشتلات
إفراط المزارع في استخدام المياه أو إهمال تنظيم الري يؤدي إلى مشكلات عديدة، منها تعفن الجذور ونقص الأكسجين في التربة، أو تساقط الأزهار والثمار في مراحل الإزهار والعقد إذا تم الري بكثرة وبطريقة غير عقلانية. كما أن ملوحة المياه أو التربة تعيق امتصاص الماء وتؤدي إلى أعراض تشبه الجفاف رغم توفر الماء حول الجذور، وهذا من أخطر المشكلات التي تواجه المزارع إذا لم ينتبه لجودة مياه الري
الاحتياطات الأساسية عند ري الشتلات
من الضروري مراقبة أدوات الري مثل المنقطات أو أنابيب الري بشكل دوري لتفادي انسدادها أو تلفها، لأن أي خلل في النظام قد يحرم الشتلة من حصتها المائية في الوقت المناسب. كذلك يجب الحفاظ على مستوى الرطوبة في منطقة الجذور بشكل أفقي وعمودي، فلا ينبغي أن تكون الرطوبة سطحية فقط ولا عميقة أكثر من اللازم، لأن ذلك يرهق الجذور ويجعلها تعاني من الإجهاد في البحث عن الماء
الري في مرحلة الإزهار والعقد
مرحلة الإزهار والعقد من أكثر المراحل حساسية للشتلات الحديثة والشجيرات الصغيرة. أي خطأ في توقيت أو كمية الري قد يؤدي إلى تساقط الأزهار وبالتالي انخفاض كبير في الإنتاجية. لذلك يُوصى بالري المتوازن في هذه الفترة، بحيث يحصل النبات على حاجته دون إفراط ولا تفريط
جودة مياه الري وأثرها
مياه الري قليلة الملوحة هي الأفضل للشتلات الحديثة، إذ إن الأملاح العالية تؤدي إلى زيادة الضغط الأسموزي حول الجذور وتمنعها من امتصاص الماء بكفاءة، مما يسبب أعراضًا شبيهة بالجفاف حتى مع وجود مياه كافية في التربة. لذا فإن اختبار ملوحة مياه الري والتربة خطوة ضرورية قبل البدء ببرنامج الري لضمان نجاح الشتلات واستمرار نموها
العلاقة بين الري والتسميد
عملية الري لا تنفصل عن التسميد، فالماء هو الوسيلة التي تنقل العناصر الغذائية من التربة إلى الجذور. وفي حال كان الري غير منتظم فإن امتصاص العناصر يصبح مضطربًا، مما ينعكس سلبًا على صحة الشتلات. لذلك ينصح بجدولة التسميد مع برامج الري بما يتناسب مع نوع التربة والعمر النباتي والموسم
الخلاصة
سقي الشتلات الحديثة الغرس ليس مجرد عملية عشوائية، بل هو علم وفن يحتاج إلى دقة ومراعاة لعوامل متعددة مثل نوع التربة، عمر النبات، الظروف المناخية، جودة المياه، ومرحلة النمو. الالتزام بطرق الري العلمية وتجنب الأخطاء الشائعة يحمي الشتلات من الأمراض ويعزز من فرص نموها بشكل سليم لتصبح أشجارًا قوية مثمرة في المستقبل
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق