التسميد بالسماد البلدي خطوة أساسية لتحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاجية، لكن طريقة الإضافة وتوقيتها تحددان مدى الاستفادة من عناصره الغذائية وخاصة النيتروجين.
أعزائي المزارعين والمهتمين بالزراعة نرحب بكم في مدونة خليها تخضر حيث نسعى لتقديم محتوى علمي أصيل يساعدكم في تحسين إنتاج محاصيلكم وزيادة خصوبة أراضيكم واليوم سنناقش موضوعًا في غاية الأهمية يتعلق بإضافة السماد البلدي أو ما يُعرف بسماد المواشي للتربة وكيفية الاستفادة القصوى منه دون فقد العناصر الغذائية المهمة
أهمية السماد البلدي في الزراعة
السماد البلدي من أقدم وأهم أنواع الأسمدة العضوية التي عرفها المزارع عبر التاريخ فهو ليس مجرد بقايا حيوانية أو مخلفات عضوية بل هو مصدر غني بالعناصر الغذائية الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بالإضافة إلى الكالسيوم والمغنيسيوم والعناصر الصغرى التي تساهم جميعها في بناء تربة خصبة ومتوازنة كما يعمل السماد البلدي على تحسين بناء التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والتهوية الجيدة مما ينعكس إيجابًا على نمو الجذور وصحة النبات
متى يجب إضافة السماد البلدي للتربة
أكثر الأخطاء شيوعًا بين المزارعين هو إضافة السماد البلدي إلى التربة قبل فترة طويلة من عملية الحرث فيتعرض السماد حينها إلى أشعة الشمس والهواء مما يؤدي إلى تبخر بعض العناصر الغذائية المتطايرة وخاصة النيتروجين وهو عنصر أساسي يدخل في تكوين البروتينات داخل النبات ولذا فإن التوصية العلمية هي أن تتم إضافة السماد البلدي مباشرة قبل الحرث بحيث يتم قلبه وخلطه مع التربة فورًا لتقليل الفاقد من العناصر الغذائية وضمان الاستفادة القصوى منها
دور النيتروجين في نمو النبات
النيتروجين عنصر غذائي لا يمكن الاستغناء عنه حيث يعد المكون الأساسي للأحماض الأمينية والبروتينات التي تشكل البنية الأساسية للأنسجة النباتية كما أنه يدخل في تركيب الكلوروفيل المسؤول عن عملية البناء الضوئي وعندما يتعرض السماد البلدي لأشعة الشمس لفترة طويلة قبل حرثه فإن جزءًا كبيرًا من النيتروجين يتطاير على شكل غاز الأمونيا مما يؤدي إلى فقدان التربة لجزء مهم من خصوبتها وبالتالي تراجع الإنتاجية وهذا ما يجعل إضافة السماد البلدي قبل الحرث مباشرة أمرًا بالغ الأهمية
العلاقة بين المادة العضوية وصحة التربة
المادة العضوية الموجودة في السماد البلدي تلعب دورًا مهمًا في تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية للتربة فهي تزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء وتقلل من مشاكل الانجراف كما تساعد على زيادة النشاط الميكروبي الحيوي داخل التربة وهذه الكائنات الدقيقة تساهم في تحليل المادة العضوية وإطلاق العناصر الغذائية بشكل تدريجي يمكن للنبات امتصاصه بسهولة لذلك فإن الحفاظ على هذه المادة العضوية من الفقد ضرورة لضمان دورة زراعية ناجحة ومستدامة
الفرق بين إضافة السماد البلدي السطحية والخلط العميق
عند إضافة السماد البلدي للتربة قد يقوم بعض المزارعين بنثره على السطح وتركه لعدة أيام قبل الحرث مما يؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية بالتبخر أو الغسيل مع مياه الري أو الأمطار بينما عند خلط السماد البلدي مباشرة مع التربة بعد الإضافة يتم تثبيت العناصر داخل الحبيبات الترابية مما يقلل الفاقد ويضمن بقاء السماد متاحًا للنبات فترة أطول كذلك فإن الخلط العميق يمنع تكاثر بعض الحشرات أو الروائح الكريهة التي قد تنتج من تراكم السماد على سطح التربة
التسميد العضوي ودوره في الحد من التلوث
إضافة السماد البلدي بطريقة صحيحة لا تحسن خصوبة التربة فحسب بل تسهم أيضًا في الحد من التلوث البيئي فالسماد المكشوف على سطح الأرض عرضة للجرف المائي وقد ينقل معه بعض الملوثات إلى مصادر المياه الجوفية أو السطحية أما عند دمجه مع التربة فإن العناصر الغذائية تبقى محتجزة داخلها لتغذية النبات بدلًا من تلوث البيئة كما أن عملية التحلل الحيوي للسماد داخل التربة تعمل على تثبيت الكربون وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة
كيفية تحسين كفاءة استخدام السماد البلدي
يمكن تحسين كفاءة استخدام السماد البلدي من خلال اتباع بعض الإجراءات مثل استخدام السماد المتحلل جزئيًا حيث يكون أكثر أمانًا للنبات وأسرع في إطلاق العناصر الغذائية كما يُنصح بإضافة السماد البلدي مع بعض الأسمدة المعدنية في برامج التسميد المتكامل للحصول على نتائج أفضل كذلك فإن اختيار التوقيت المناسب للإضافة بحيث يتزامن مع بداية موسم الزراعة أو قبل زراعة المحصول المستهدف بفترة قصيرة يزيد من فعالية السماد ويضمن أفضل استفادة ممكنة للنبات
التسميد البلدي ومقارنته بالأسمدة الكيماوية
رغم أن الأسمدة الكيماوية تمتاز بسرعة ذوبانها وتوفيرها للعناصر بشكل مباشر للنبات إلا أن تأثيرها على المدى الطويل قد يكون سلبيًا إذ قد تؤدي إلى تدهور بنية التربة وتقليل النشاط الميكروبي أما السماد البلدي فيمتاز بأنه مصدر طبيعي وصديق للبيئة ويعمل على تحسين التربة عامًا بعد عام ولهذا فإن الجمع بينهما في برامج تسميد متوازنة يعد الحل الأمثل لتحقيق إنتاجية عالية دون الإضرار بخصوبة التربة على المدى الطويل
التوصيات النهائية للمزارعين
حتى يستفيد المزارع من السماد البلدي بأفضل صورة ينصح بإضافته قبل عملية الحرث مباشرة وخلطه جيدًا مع التربة وعدم تركه على السطح لفترات طويلة كما يجب مراعاة كمية السماد المضافة بحسب نوع المحصول وطبيعة التربة فالتربة الرملية تحتاج كميات أكبر من الطينية بسبب سرعة فقدان العناصر الغذائية فيها كذلك ينبغي التأكد من مصدر السماد وجودته وخلوه من بذور الحشائش أو مسببات الأمراض الزراعية
الخلاصة
السماد البلدي ثروة طبيعية متجددة لا يمكن الاستغناء عنها في تحسين خصوبة التربة ودعم استدامة الزراعة لكن الاستفادة الحقيقية منه تتوقف على الطريقة الصحيحة في إضافته والتوقيت المناسب خاصة لتجنب فقدان عنصر النيتروجين المهم ومن خلال الحرص على إضافته قبل الحرث مباشرة ودمجه مع التربة يمكن للمزارع أن يضمن نموًا صحيًا لمحاصيله وزيادة إنتاجيته بطريقة صديقة للبيئة ومستدامة
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق