-->

علاج ملوحة التربة الزراعية: أساسيات وممارسات فعّالة لتحسين الإنتاج الزراعي

مقال علمي شامل يشرح أضرار ملوحة التربة الزراعية وأسس علاجها، مع تركيز خاص على أسباب تملّح التربة ونسب الصوديوم العالية وارتفاع الـ pH، ويقدّ...

404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • السبت، 23 أغسطس 2025

    كيفية تعطيش شتول الزيتون بعد الزراعة لتحقيق نمو جذور قوية وإنتاج مستدام

    كيفية تعطيش شتول الزيتون بعد الزراعة لتحقيق نمو جذور قوية وإنتاج مستدام

     تعرف على تقنية التعطيش لشتول الزيتون بعد الزراعة وكيفية تطبيقها بطريقة علمية مدروسة تساعد على تقوية الجذور وتحقيق نمو خضري متوازن وإنتاج أفضل.



        مزرعة شتول زيتون 



    مقدمة


    يُعد الزيتون من أقدم وأهم الأشجار المثمرة في العالم العربي، حيث يمثل رمزاً للسلام والبركة إضافة إلى كونه محصولاً اقتصادياً استراتيجياً تعتمد عليه ملايين العائلات. ولنجاح زراعة الزيتون بشكل علمي، لا يكفي اختيار الشتول الجيدة أو التربة المناسبة فحسب، بل يجب الالتزام ببرنامج ري متوازن منذ الأيام الأولى بعد الزراعة. ومن أبرز التقنيات التي أثبتت فعاليتها في تعزيز قوة الشتول وتحفيز جذورها للنمو العميق هي تقنية التعطيش، وهي طريقة تعتمد على تقليل الري بشكل مدروس بعد فترة معينة، بحيث تُجبر الجذور على التوجه نحو الأعماق بحثاً عن الرطوبة، مما يمنح الشجرة قدرة أكبر على مقاومة الجفاف والظروف المناخية الصعبة


    مفهوم التعطيش وأهميته


    التعطيش في الزراعة لا يعني ترك النبات ليموت عطشاً، بل هو أسلوب علمي محسوب يعتمد على إدارة الري بشكل يقلل من اعتماد النبات على المياه السطحية. فعندما تتعرض الشتلة لفترة محدودة من نقص المياه، تستجيب بإرسال جذورها إلى العمق للبحث عن مصدر بديل للرطوبة، وهذا ما يُنتج نظاماً جذرياً متيناً وعميقاً. بالنسبة للزيتون، الذي يُعتبر من الأشجار المقاومة للجفاف بطبيعتها، فإن التعطيش المبكر يساعده على تكوين جذور قوية منذ البداية، مما يضمن استقرار الشجرة وزيادة فرصها في إعطاء نمو خضري متوازن وإنتاج جيد في المستقبل


    برنامج تعطيش شتول الزيتون بعد الزراعة


    البرنامج المثالي للتعطيش يمر بعدة مراحل تبدأ بري وفير ثم تقليل تدريجي ثم فترات توقف مدروسة. في الأيام الأربعة الأولى بعد الزراعة يُفضل ري الشتول بالغمر يومياً، وذلك لتشبع التربة بالماء وطرد الهواء من حول الجذور وضمان ثبات الشتلة. بعد هذه المرحلة يبدأ الانتقال إلى الري بالتنقيط من اليوم الخامس وحتى اليوم العاشر، بحيث يكون الري يوماً بعد يوم بدلاً من الري اليومي، وهذا يقلل اعتماد الشتلة على المياه السطحية ويحفزها على مد جذورها أعمق. بعد مرور عشرة أيام تأتي مرحلة مهمة وهي التعطيش الكامل لمدة أربعة أيام، شرط أن تكون الظروف الجوية مناسبة، أي أن لا تكون الحرارة عالية جداً أو الرياح شديدة، وهذه الخطوة تساهم في دفع الجذور نحو العمق بشكل أكبر. بعد فترة التعطيش يُعاد الري مع إضافة أسيد الهيوميك، وهو مادة عضوية تعمل على تحسين امتصاص العناصر الغذائية وتنشيط نمو الجذور. بعد هذا الري الغني بالمواد العضوية، يتم تعطيش الشتول لمدة ثلاثة أيام إضافية لتعزيز عملية التجذير العميق. وفي النهاية يُعتمد برنامج ري ثابت كل ثلاثة أيام لمدة شهرين تقريباً، وهو ما يضمن استقرار الشتول ومواصلة نموها بشكل صحي


    تأثير نوع التربة على نجاح التعطيش


    من المهم إدراك أن نجاح برنامج التعطيش يعتمد بشكل كبير على نوعية التربة. فالتربة الطينية الثقيلة تحتفظ بالماء لفترات طويلة، لذلك يمكن أن تتحمل الشتول فيها فترات تعطيش أطول نسبياً دون أن تتأثر سلباً. في المقابل، التربة الرملية سريعة الصرف وفقدان المياه فيها يكون أسرع، لذا تحتاج الشتول فيها إلى ري أكثر تكراراً، مع الحفاظ على مبدأ التعطيش لتحفيز الجذور على التعمق. أما التربة الطميية، التي تجمع بين خصائص الطينية والرملية، فهي الوسط الأمثل للزراعة وتحتاج إلى تطبيق البرنامج بشكل متوازن يراعي ظروف الرطوبة والجفاف


    علاقة التعطيش بالمناخ


    العامل المناخي يلعب دوراً محورياً في نجاح هذه التقنية. ففي المناطق التي تتميز بمناخ معتدل ودرجات حرارة غير مرتفعة يمكن تطبيق فترات تعطيش أطول دون خوف على الشتول، بينما في المناطق الحارة والجافة يجب أن يكون المزارع أكثر حذراً وأن يراقب الشتول يومياً لتجنب الذبول الشديد الذي قد يضر بالنمو. كذلك فإن الرياح القوية تزيد من فقدان الرطوبة بالتبخر مما يستدعي اختصار فترة التعطيش أو اللجوء لتغطية سطح التربة بمواد عضوية مثل المهاد النباتي أو القش لتقليل التبخر وحماية الشتول


    دور المواد العضوية في دعم التعطيش


    إضافة أسيد الهيوميك أو غيره من المستخلصات العضوية أثناء الري بعد التعطيش يُعتبر خطوة مهمة في هذا البرنامج. فهذه المواد تحسن من بنية التربة وتزيد قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة وتساعد على إطلاق العناصر الغذائية بشكل متدرج يسهل على الشتلة امتصاصه. كما أن إدخال السماد البلدي المتحلل أو الكمبوست إلى التربة قبل الزراعة يُعتبر مكملاً أساسياً لنجاح عملية التعطيش، لأنه يعزز من قدرة الجذور على الصمود في فترات الجفاف الجزئي


    فوائد التعطيش على المدى الطويل


    تطبيق تقنية التعطيش في السنوات الأولى من عمر شجرة الزيتون لا يقتصر أثره على مرحلة النمو فقط، بل يمتد ليؤثر إيجاباً على إنتاجية الشجرة وجودة ثمارها في المستقبل. فالجذور العميقة تجعل الشجرة أكثر قدرة على امتصاص الماء والعناصر الغذائية في المواسم الجافة، مما يقلل الحاجة للري المتكرر. كما أن الشجرة تصبح أكثر استقراراً وأقل عرضة للسقوط أو التضرر من الرياح القوية. إضافة إلى ذلك فإن التعطيش يسهم في إدارة المياه بشكل مستدام ويقلل من استهلاكها، وهو أمر ضروري خاصة في المناطق التي تعاني من شح الموارد المائية


    المراقبة والتعديل حسب الحاجة


    نجاح التعطيش لا يعتمد فقط على اتباع برنامج ثابت، بل يتطلب مراقبة مستمرة لحالة الشتول. فإذا ظهرت علامات ذبول شديد أو اصفرار على الأوراق يجب التدخل بالري فوراً، أما إذا كانت الشتول تنمو بشكل جيد فيمكن الاستمرار في البرنامج المرسوم. كما يمكن تعديل فترة التعطيش أو كميات الري حسب طبيعة الموسم الزراعي، فالأعوام التي تشهد أمطاراً جيدة قد تقل فيها الحاجة للري، بينما في السنوات الجافة قد يتطلب الأمر تقصير فترات التعطيش قليلاً لضمان بقاء الشتول بصحة جيدة


    الخلاصة


    إن تقنية التعطيش بعد زراعة شتول الزيتون تُعد أداة فعالة لتحفيز النمو الجذري وتعزيز قدرة الشجرة على التكيف مع الظروف البيئية القاسية. ورغم أن هذه العملية تتطلب دقة ومتابعة مستمرة، إلا أن نتائجها على المدى الطويل تجعلها من الاستراتيجيات الأساسية في إدارة بساتين الزيتون الحديثة. فبتطبيقها يحصل المزارع على أشجار قوية ذات جذور عميقة قادرة على مقاومة الجفاف وإعطاء إنتاج مستدام ووفير



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم (زراعة الزيتون) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص. 


    الصورة :  للمولف و كاتب المقالة 


    هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق

    الكاتب : خليها تخضر

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    جميع الحقوق محفوظة ل خليها تخضر
    تصميم : عالم المدون