تعرف على برنامج تسميد شجرة التين على مدار العام لتحقيق إنتاج وفير وجودة عالية للثمار، مع شرح لأهم المراحل والعناصر الغذائية اللازمة.
مقدمة
تعد شجرة التين من أقدم الأشجار المثمرة التي عرفها الإنسان واستفاد من ثمارها في الغذاء والطب الشعبي والتجارة الزراعية ومع ذلك ما زالت بعض المعتقدات الشائعة تظلم هذه الشجرة وتعتبرها لا تحتاج إلى تسميد إلا في حالات نادرة في الحقيقة يمكن لشجرة التين أن تعطي إنتاجًا بسيطًا دون تسميد إذا كانت مزروعة في أرض غنية بالعناصر الطبيعية أو إذا كان الهدف من زراعتها الاستهلاك المنزلي فقط أما في حال التفكير في الإنتاج التجاري أو الاعتماد عليها كمصدر دخل فلا بد من الاهتمام الجاد ببرنامج التسميد والري لضمان إنتاج وفير وجودة عالية للثمار إذ أن كل ثمرة تُقطف من الشجرة تسحب معها عناصر غذائية من التربة وهذه العناصر يجب أن تعوض بشكل مستمر حتى تستمر دورة الحياة النباتية بكفاءة
أهمية التسميد لشجرة التين
شجرة التين مثل أي نبات آخر تعتمد على التوازن الغذائي في التربة لتحقيق النمو والإثمار الجيد فالعناصر الغذائية الكبرى مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم تلعب أدوارًا رئيسية في بناء الأوراق والجذور وتكوين الأزهار والثمار أما العناصر الصغرى مثل الزنك والحديد والبور والمغنيسيوم فهي مسؤولة عن تحسين التمثيل الضوئي وزيادة عقد الثمار وتقليل تساقطها ومن دون هذه العناصر تبدأ الأشجار بالضعف التدريجي ويقل الإنتاج سنة بعد أخرى كما أن جودة الثمار تتأثر بشكل مباشر حيث تصبح أقل حجمًا وأضعف طعمًا وقليلة القابلية للتخزين والتسويق
مرحلة السبات الشتوي
تدخل أشجار التين في فترة سبات شتوي خلال شهري نوفمبر وديسمبر حيث يتوقف النشاط الخضري مؤقتًا وفي هذه المرحلة يكون الوقت الأمثل لإضافة السماد العضوي الحيواني ويفضل استخدام السماد الغنمي لما يتميز به من توازن في العناصر الغذائية وسرعة تحلله مقارنة ببقية الأسمدة العضوية يجب وضع السماد بعيدًا عن ساق الشجرة وتحت حدود ظلها حتى لا يتسبب في احتراق الجذور ثم يُدمج مع التربة بواسطة عملية تقليب خفيف ويمكن إضافة سماد عمق مثل 0-20-25 كل عام أو عامين لدعم التربة بالعناصر الفوسفورية والبوتاسية الضرورية لهذه المرحلة
مرحلة ما قبل تفتح البراعم
قبل بداية الربيع بحوالي ثلاثة أسابيع تبدأ براعم شجرة التين بالتحضير للتفتح وهذه الفترة حرجة تحتاج إلى دعم غذائي متوازن حيث يستخدم السماد المركب 15-15-15 بمعدل 500 جرام للشجرة الكبيرة و40 إلى 70 جرامًا للشجرة الصغيرة المثمرة كما ينصح برش العناصر الصغرى في صورة خليط جاهز يحتوي على البور والزنك والحديد والموليبدان لأن هذه العناصر تعزز من قوة البراعم وتزيد من فرص العقد والإزهار الناجح
مرحلة ما بعد التلقيح
في شهري مايو ويونيو وبعد إتمام عملية التلقيح والعقد تدخل الشجرة في مرحلة تكوين الثمار وهي مرحلة تحتاج إلى وفرة من البوتاسيوم لأنه العنصر الأساسي المسؤول عن جودة وحجم وطعم الثمار لذلك يُستخدم سماد غني بالبوتاسيوم مثل 6-12-18 ويمكن تدعيمه بالمغنيسيوم لتعزيز تكوين الكلوروفيل وزيادة كفاءة التمثيل الضوئي أما إضافة النيتروجين في هذه المرحلة فتكون بحذر شديد إذ لا ينصح بها إلا إذا كانت التربة فقيرة جدًا وإلا فإنها قد تؤدي إلى زيادة النمو الخضري على حساب الإثمار
مرحلة ما بعد جني المحصول
بعد انتهاء موسم الحصاد تبدأ الشجرة في تخزين المواد الغذائية استعدادًا للموسم الجديد وهنا يكون من المهم تزويدها برش العناصر الصغرى مرة أخرى وخاصة البور والزنك والمغنيسيوم حيث تساعد هذه العناصر في بناء مخزون غذائي كافٍ يضمن انطلاقة قوية في الموسم التالي كما أن إهمال هذه المرحلة يؤدي إلى ضعف البراعم وإنتاجية أقل في العام المقبل
برنامج الأشجار الصغيرة
في السنوات الثلاث الأولى من عمر شجرة التين تتركز الأولوية على بناء جهاز جذري قوي يستطيع امتصاص العناصر الغذائية والماء بكفاءة لذلك يوصى باستخدام أسمدة غنية بالفوسفور مثل MAP 12-52-0 حيث يدعم هذا السماد تطور الجذور العميقة والجانبية ويساعد على تثبيت الشجرة بشكل أفضل في التربة وعندما يكون الجهاز الجذري قويًا فإن الشجرة تكون أكثر قدرة على تحمل الإجهادات البيئية وتعطي لاحقًا إنتاجًا أوفر
دور السماد العضوي
رغم أن السماد المعدني يقدم العناصر بسرعة وبدقة إلا أن السماد العضوي يبقى العمود الفقري لأي برنامج تسميد ناجح لأنه يحسن خواص التربة الفيزيائية ويزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية كما يساعد على زيادة النشاط الميكروبي الحيوي الذي يساهم في تحليل المواد العضوية وتحويلها إلى عناصر قابلة للامتصاص لذلك يُعتبر الاستثمار في السماد العضوي استثمارًا طويل الأمد لا يمكن الاستغناء عنه
نصائح عامة لنجاح البرنامج
ينبغي دائمًا تحليل التربة كل عامين على الأقل لمعرفة احتياجاتها الدقيقة من العناصر الغذائية كما يجب ضبط كميات الري بما يتناسب مع طبيعة التربة والمناخ لأن الإفراط في الري يؤدي إلى فقد العناصر عن طريق الغسيل بينما يؤدي الجفاف إلى ضعف الامتصاص كذلك يجب مراقبة الشجرة باستمرار لاكتشاف أي أعراض نقص غذائي مبكرًا مثل اصفرار الأوراق أو ضعف العقد وعندها يمكن التدخل السريع برش العناصر الصغرى أو تعديل البرنامج
الخلاصة
إن شجرة التين رغم قدرتها على العيش في ظروف مناخية صعبة إلا أنها لا يمكن أن تحقق إنتاجًا وفيرًا وجودة عالية من الثمار دون برنامج تسميد متوازن ومخطط على مدار السنة حيث يمثل السماد العضوي قاعدة أساسية فيما تكمل الأسمدة المعدنية هذا الدور في المراحل المختلفة من نمو الشجرة إن تطبيق هذا البرنامج بشكل منتظم يضمن استدامة الإنتاج ويحافظ على صحة التربة ويزيد من العائد الاقتصادي للمزارع
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( زراعة التين ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
الصورة : للمؤلف و كاتب المقال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق