يعتقد كثيرون أن البطيخ داكن اللون هو البطيخ البلدي الأصيل، لكن الحقيقة الزراعية تختلف كثيرًا عن هذا التصور. في هذا المقال نوضح الفرق بين البطيخ البلدي والهجين ولماذا لا يمكن الاعتماد على اللون فقط.
مقدمة المقال
في أسواق الفواكه، وخصوصًا خلال موسم الصيف، يجذب البطيخ ذو القشرة الداكنة أو السوداء الأنظار ويُعتقد على نطاق واسع أنه يمثل البطيخ البلدي الأصيل لكن هذه القناعة ليست دائمًا صحيحة فما يبدو بلديًا في الشكل قد يكون هجينًا في الأصل والمحتوى وبين الشكل الخارجي والطبيعة الحقيقية للثمرة فرق كبير لا يدركه كثيرون
هل كل بطيخ داكن بلدي؟
البطيخ البلدي الأصلي كان يتميز منذ القدم بقشرة سميكة خضراء مائلة إلى الداكن وقلب أحمر حلو الطعم وبذور داكنة ومع مرور الوقت بدأ المزارعون والباحثون بتطوير أصناف هجينة تشبه الأصناف البلدية في الشكل لكن تختلف عنها في التركيب الداخلي والخصائص الغذائية وهذا يعني أن اللون الداكن وحده لا يكفي للحكم على أصالة الثمرة
الأصناف الهجينة وتقليد الشكل البلدي
بعض الشركات الزراعية سعت لإنتاج بطيخ تجاري بمظهر جذاب يشبه البلدي كي يجذب المستهلك الذي يبحث عن ما يعتقد أنه طبيعي ومن هنا تم تهجين أصناف جديدة تجمع بين المظهر البلدي من الخارج والمواصفات التجارية من حيث الحجم والوزن والتحمل في النقل والتخزين ما جعل البطيخ الهجين يسيطر على الأسواق لكن مع اختلاف واضح في المذاق والمحتوى الغذائي
الفرق بين البطيخ البلدي والهجين
البطيخ البلدي غالبًا ما يكون أقل حجمًا لكنه غني بالنكهة وذو قوام متماسك أما البطيخ الهجين فقد يكون أكبر حجمًا وأكثر انتظامًا في الشكل لكنه غالبًا ما يحتوي على نسبة مياه أكبر ومذاق أقل تميزًا كما أن البذور تكون أحيانًا بيضاء أو غير مكتملة وهذه فروقات يجب الانتباه لها وعدم الاكتفاء باللون الخارجي كمعيار للجودة
لماذا لا يمكن اعتماد اللون كمقياس؟
اللون الداكن يمكن التحكم فيه وراثيًا عبر التهجين أو باستخدام بعض الممارسات الزراعية كالظل أو الري الخفيف خلال فترات التسمين مما يزيد من تركّز الصبغات في القشرة وهذا يعني أن القشرة السوداء قد تكون خدّاعة ولا تعكس بالضرورة جودة الداخل كما أن بعض المزارعين يعتمدون على تسويق الشكل فقط لإيهام المستهلك بالأصالة
الحفاظ على الأصناف البلدية مسؤولية ووعي
مع تزايد اعتماد السوق على الهجن التجارية أصبح الحفاظ على البطيخ البلدي الحقيقي مسؤولية تتطلب وعيًا من المستهلك والمزارع على حد سواء يجب دعم زراعة الأصناف الأصيلة وتشجيع الإنتاج المحلي وعدم الانسياق وراء المظهر فقط فالأصالة لا تُقاس بلون القشرة بل بطبيعة المحتوى والتنوع الوراثي وحماية هذا التنوع هو حماية للهوية الزراعية
الخلاصة
ليس كل بطيخ أسود بلديًا وليس كل داكن طبيعيًا فالاعتماد على اللون الخارجي في الحكم على أصالة الثمار قد يؤدي إلى تضليل المستهلك وتراجع زراعة الأصناف الحقيقية البطيخ البلدي ثروة زراعية يجب الحفاظ عليها عبر الفهم والمعرفة وليس بالمظاهر وحدها
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسى متابعة مدونتنا قسم ( معلومات زراعية عامة ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق