تعرف على تمر أسطة عمران العراقي أحد أقدم أصناف التمور الناضجة مبكراً في الصيف ومميزاته من حيث الطعم والقدرة على التحمل والسبب وراء انقراضه التدريجي في جنوب العراق.
تمر أسطة عمران: أحد أقدم وألذ التمور العراقية
يُعد تمر أسطة عمران أو ما يُعرف محلياً بـ"الاستعمران" من أقدم الأصناف العراقية الناضجة في بداية موسم التمور حيث يبدأ نضجه باكراً مع اشتداد حرارة الصيف ليشكل بذلك أولى بشائر الرطب في الأسواق يتميز هذا التمر بمذاق فريد وقوام طري إلى نصف طري وقشرة رقيقة مما يجعله محبباً جداً لدى المستهلكين كما يتميز بلونه البني الداكن المائل إلى السواد وحجمه المتوسط إلى الكبير مما يمنحه مظهراً جذاباً ونكهة غنية تميّزه عن غيره
الخصائص المميزة لتمر أسطة عمران
تتعدد الصفات التي تجعل من تمر أسطة عمران صنفاً مفضلاً لدى الفلاحين والمستهلكين على حد سواء فهو يتمتع بقدرة كبيرة على تحمل الجفاف والملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة وهي ظروف قاسية تشتهر بها البيئة الجنوبية في العراق ورغم تلك الظروف يبقى إنتاج هذه النخلة جيداً وذو نوعية ممتازة كما أن نخلة أسطة عمران معروفة بغزارة إنتاجها واستقرار العذوق مما يسهل جني المحصول في وقت مبكر قبل زحمة الموسم
أسباب تراجع زراعة نخيل أسطة عمران
رغم تميز هذا الصنف إلا أن زراعته بدأت تتراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة خاصة في مناطق البصرة وذي قار وميسان نتيجة عدة عوامل أبرزها الجفاف وارتفاع نسبة الملوحة في التربة والمياه إضافة إلى تجريف العديد من البساتين لصالح مشاريع عمرانية أو بسبب الإهمال الزراعي هذا التراجع أدى إلى انخفاض كبير في أعداد نخيل أسطة عمران وتضاعف أسعاره في الأسواق نتيجة قلة العرض وزيادة الطلب عليه بسبب نكهته المميزة وتاريخه العريق
الاستخدامات الغذائية لتمر أسطة عمران
لا يقتصر استخدام تمر أسطة عمران على تناوله طازجاً بل يدخل أيضاً في صناعة العديد من الحلويات والمأكولات العراقية التقليدية مثل الكليجة ومعجون التمر (الدبس) كما يستخدم أحياناً في صناعة العصائر التمرية أو الخلطات الغذائية الطبيعية التي تعتمد على التمر كمكون رئيسي لما يحتويه من طاقة عالية وألياف ومعادن مفيدة
أهمية الحفاظ على هذا الصنف العراقي الأصيل
تمثل نخلة أسطة عمران إرثاً زراعياً وثقافياً للعراق فهي واحدة من الأصناف التي أثبتت جدارتها على مدى عقود من الزراعة والإنتاج ورغم بساطة مظهرها إلا أن صمودها في وجه الظروف القاسية يجعلها رمزاً للقدرة والتحمل مثلها مثل الإنسان الجنوبي الذي يشق حياته وسط التحديات للحفاظ على أصالته وكرامته من هنا تنبع أهمية إعادة إحياء زراعة هذا الصنف وتوفير الدعم للفلاحين لاستعادة نخيل أسطة عمران إلى بساتين الجنوب
خلاصة
تمر أسطة عمران هو أكثر من مجرد نوع من التمر إنه تاريخ وحكاية أرض وإنسان صنف تمري عراقي أصيل نضج مبكراً كما نضج العراق في حضارته وزراعته وما زال قادراً على العطاء رغم الجفاف والملوحة لذا فإن الحفاظ عليه هو مسؤولية وطنية وزراعية لا تقل أهمية عن أي مورد استراتيجي آخر
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لاتنسى متابعة مدونتنا قسم ( النخيل) لمعرفة
(أنواع التمور العراقية) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق