وصف موجز للمقال :
تعرف على الشجرة الأكثر استخدامًا في حملات التشجير العراقية الأخيرة، وما الذي يجعلها مفضلة لدى المزارعين والناشطين البيئيين.
مقدمة المشهد الأخضر في العراق
شهد العراق في السنوات الأخيرة تحولًا بيئيًا ملحوظًا تمثل في زيادة الوعي البيئي ودعم مبادرات الاستزراع والتشجير على مستوى الأفراد والمؤسسات. في مواجهة التغير المناخي والتصحر، برزت الحاجة إلى اختيار أنواع نباتية تتكيف مع المناخ القاسي وتحقق نتائج مستدامة. ومن بين العديد من الأشجار المستخدمة في هذه الحملات، لمع نجم شجرة السدر كأكثر الأشجار شعبية وزراعة في مشاريع الاستزراع الحديثة في العراق
لماذا شجرة السدر؟
شجرة السدر ليست جديدة على البيئة العراقية، فهي من الأشجار الأصيلة التي تنمو طبيعيًا في مناطق مختلفة من البلاد. تتميز بقدرتها على تحمل الحرارة العالية والجفاف، وهو ما يجعلها مناسبة جدًا للمناخ العراقي الصحراوي وشبه الصحراوي. كما أن جذورها العميقة تساهم في تثبيت التربة ومكافحة التصحر، وهي من التحديات البيئية الكبرى في العراق
فوائد اقتصادية للسدر
ما يميز السدر أيضًا هو فوائدها الاقتصادية المتعددة. فثمارها المعروفة بـ"النبق" محبوبة محليًا ويمكن تسويقها بسهولة، وتدخل أوراقها في صناعة مستحضرات التجميل والطب الشعبي. كما يمكن استخدام أخشابها في صناعة الأثاث الخفيف وأعمال النجارة. هذه القيمة الاقتصادية أضافت للشجرة ميزة تشجيعية وجعلت منها خيارًا مثاليًا ليس فقط للبيئة، بل للمزارعين أيضًا
سهولة الزراعة والصيانة
تتمتع السدر بسهولة في الإكثار سواء عن طريق البذور أو العقل، وهي لا تحتاج إلى عناية مركزة بعد السنة الأولى من الزراعة. تتحمل درجات الملوحة العالية نسبيًا وتقاوم العديد من الآفات، مما يقلل من تكاليف الصيانة والإنتاج على المدى الطويل. هذه الميزات شجعت الجمعيات البيئية والمزارعين وحتى المبادرات الطلابية على تبني السدر كخيار أول في حملات التشجير
دور السدر في التنوع البيئي
السدر ليست شجرة مفيدة اقتصاديًا فقط، بل تساهم في استقطاب الحياة البرية مثل الطيور والنحل، مما يساعد في تعزيز التنوع البيئي في المناطق المستصلحة. كما تعتبر مصدرًا مهمًا لرحيق النحل الذي ينتج عسلًا عالي الجودة يعرف باسم "عسل السدر"، وهو ذو قيمة غذائية وعلاجية كبيرة
دعم مجتمعي ومؤسسي متزايد
حملات مثل "أزرع شجرة" و"خليها تخضر" وغيرها، ركزت في السنوات الأخيرة على توزيع شتلات السدر في المدارس والحدائق العامة، وشهدت إقبالًا كبيرًا من المواطنين لما للشجرة من رمزية ثقافية ودينية. وقد شجعت بعض المحافظات الزراعة الحضرية للسدر في المساحات المفتوحة ضمن الأحياء السكنية
خاتمة واستنتاج
شجرة السدر تجاوزت كونها مجرد شجرة لتصبح رمزًا للحياة الخضراء في العراق. قدرتها على التكيف، فوائدها البيئية والاقتصادية، وسهولة زراعتها جعلت منها الخيار الأذكى والأكثر استدامة في حملات الاستزراع. إن الاستثمار في زراعة السدر ليس مجرد حل بيئي، بل خطوة ذكية نحو مستقبل أخضر أكثر توازنًا وأمنًا غذائيًا ومناخيًا في العراق.
جهة الإعداد:
فريق تحرير مدونة خليها تخضر
شكر خاص مختصر:
شكرًا لكل من يزرع شجرة ويمنح الأرض خضار اكثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق